عشتارتيفي كوم- خاص- عنكاوا/
تواصلت فعاليات الحلقة الدراسية حول دور السريان في الثقافة العراقية في يومها الثالث والاخير على قاعات فندق بالميرا صباح يوم الخميس 22 تشرين الثاني 2012 حيث شهدت القاعة الاولى حوارا شيقا ادارته السيدة سعاد الجزائري وكان اول الابحاث (للدكتور ماجد الحيدر) حمل عنوان (صور ومؤثرات مسيحية في أدب أبي نؤاس) مقسماً بحثه الى اربعة فصول تمهيدية، شمل الفصل الاول نظرة موجزة على العصر العباسي الأول، اما الثاني فكان حول الوجود المسيحي في العراق قبيل وبعد الفتح العربي ومكانة المسيحيين (وأهل الذمة بشكل عام) وأوضاعهم الاجتماعية والديموغرافية في ظل الدولة العباسية، والثالث تناول الأديرة والكنائس وأماكن العبادة والأعياد المسيحية، الرابع تحدث عن أبو نؤاس، حياته وأدبه، وبعد هذه الفصول التمهيدية الضرورية قام الباحث بمراجعة متأنية لديوان أبي نؤاس وما نسب اليه من شعر أو روي عنه من أخبار لغرض التقاط وإبراز ما ورد فيها من صور ومؤثرات وألفاظ تتعلق بالمسيحية عموماً وبالوجود المسيحي في عصره بالتحديد.
اما الباحث (د. بهنام عطاالله من بغديدا) فيتتبع في بحثه المعنون (من شعراء بخديدا : صليوا حبش دراسة تحليلية لمجموعته ربيع العمر) خارطة نصوصه ومنحنياتها مشيرا الى كونه: "شاعراً مرهف الحس ذا عاطفة جياشة، يحاول أن ينحت في الكلمات نحتا فنيا ولغويا منحازا ً نحو جمال القصيدة، مشتغلا وفق رؤية واقعية، ذلك لأنه يمتلك لغة سلسة واضحة بعيدة عن الإبهام والتأويل، يحاول من خلالها أن يفتح نوافذه على مصراعيها أمام المتلقي، ليتتبع الحدث المطروح". وأضاف: "قصيدته الموسومة بـ (المرتع المأمول) والمنشورة في مجموعته الشعرية: (ربيع العمر) يحاول الشاعر فيها طرح ما كان يداعب مخيلته من شوق كبير نحو الحبيبة".
وتطرق الباحث (يعقوب افرام منصور من البصرة / عنكاوا) في بحثه الموسوم (يوسف يعقوب حدّاد قاصّاً، وكما عرفتُه) الى الرسائل الأدبية و الاخوانية المتبادلة بينه وبين الأديب حداد التي يرى فيها مصدراً مهماً للتراجم والسير، وعن غزارة إنتاج حداد يقول: "في مطالع الخمسينيات، لم ينصرم يوم – إلا نادراً- من غير أن يظهر له فيه نتاج أو أكثر في جريدة أو مجلة عراقية أو عربية. كانت كتاباته منوعة بين المقالة والتقرير والحوار (نادراً) والقصة القصيرة، التي من العسير إحصاء عددها، وشكلت الشطر الأهم والأكبر من نتاجه، موظفاً فيها الحب لخدمة الإنسان والوطن، كما كتب قصصاً للأطفال، ومن الجرائد العراقية التي راسلها ونشرت نتاجه (الأخبار) و (الشعب) و (الهاتف). ومن المجلات العربية (الدنيا) الدمشقية، و(الصياد) البيروتية، و(مسامرات الجيب) و(القصة) المصريتين. و بعض المحطات الإذاعية، وممن نقدوا قصصه وقرّظوه جعفر الخليلي والناقد مارون عبود، ويوسف السباعي.
وعن موضوعة (جرائم الكراهية وصراع الهويات مدخل سيكوسوسيولوجي لثقافة السلام) قدم الباحث (د. قاسم حسين صالح) بحثاً قرأه عنه الاستاذ (عبد السادة البصري)، قدم فيه تأملات وطرح تساؤلات عدة منها:" يـُرفع الآن شعار (الاسلام هو الحل)، فكيف يكون كذلك وفي الاسلام خمسة مذاهب وعشرات الفرق الاسلامية تتحكّم بها الكراهية وتدفعها احيانا الى الانتقام. أم انه مرفوع ضد المسيحيين تحديدا، مع أن ثقافة القرآن تحترم معتقد الآخر وثقافته؟ حيث كان العراق مسيحيا لستة قرون قبل الفتح الاسلامي، فهل كان للثقافة دور في خفض نسبتهم من 90% الى 3% في بلاد ما بين النهرين؟" وايضاً:"ان المكّون المسيحي، بوصفه الأقلية في المجتمع العراقي، لا يستهدف الحصول على السلطة السياسية، وأن الشخصية المسيحية تمتاز بحب الثقافة والفن والموسيقى وروح التسامح مع الآخر..فهل كان استهدافها بعد التغيير لمعتقدها الديني، أم أن الكراهية حين تتحكّم بالجماعات تشيع ثقافة القبح وتستهدف ثقافة الجمال؟". مقدماً ستراتيجية تبدأ بمعالجة أسباب الكراهية بوصفه المدخل النفسي لخفض الصراع بين الهويات منوها بأن نجاح هذا المشروع ينبغي ان يعتمد التكافؤ بين المكونات الاجتماعية في العراق، ويستبعد مبدأ الأكثرية والأقلية، وان ينظر الى المنجز (الثقافي بشكل خاص) على اساس النوع والقيمة الابداعية والجمالية والأثر الايجابي الذي أحدثه في المجتمع وليس على اساس حجم الجماعة التي انتجته. ويقينا ان الثقافة السريانية في العراق كان لها الأثر الايجابي الكبير في العلوم والآداب والفنون، وكانت لها رائحة خاصة تميزها هي عطر الحب والجمال..وبدونه يكون العراق اشبه بحديقة فيها الورود بلون واحد وعطر واحد".
وتناولت ابحاث القاعة الثانية محور السرد السرياني في جلسة ادارها د. خليل شكري هياس تناوب فيها الباحثون على تلاوة بحوثهم حيث شارك الباحث (د.فيصل القصيري من الموصل) ببحث عنوانه (اسهامات الأدباء السريان في السردية العراقية) قائلا: يعد السرد من الأجناس الأدبية الأكثر تطوراً وحداثةً في الرؤيا واللغة والبناء الفني في مسيرة الأدب العربي على نحو عام ، وإذا كانت بلاد الشرق لم تألف السرد بشكله الفني المعروف عند أهل الغرب فهذا صحيح، ولكنها شهدت منذ عشرينيات القرن الماضي وما تلاها من أعوام محاولات جادة في هذا الحقل من حقول الإبداع الأدبي، إنّ بلاد وادي الرافدين التي كانت ومازالت تلد شعراءها باستمرار لم تقف مكتوفة الأيدي أمام المد السردي القادم من الغرب بخاصة مع ازدهار حركة الترجمة وازدياد نشاط الصحافة والانفتاح على الغرب، وغير ذلك من العوامل التي ساعدت على ظهور الأعمال الأدبية السردية المتنوعة والمتعددة من رواية وقصة قصيرة وقصيرة جداً".
عنون الباحث (جهاد مجيد من بغداد( بحثه بـ (يوسف متي ودوره الريادي في القصة القصيرة): متناولا خطوطا ضمتها قصص يوسف متي القصيرة :"من أهم تلك الخطوط التي أورثتها قصص متي لمن تلاه نزعتها التحليلية للشخصيات والغوص في دواخلها ودنا أو دشن سبر تلك العوالم الداخلية بتمظهرات مبسطة من المنلوج، والمناجاة، والاسترجاع وهي السمات التي برزت متطورة في قصص أفضل قصاصي الخمسينيات وبوأتهم الصدارة في تاريخ القصة العراقية" مشيرا الى ان النقد لم ينصفه.
أما الباحث (صادق ناصر الصكر من العمارة) فقد كان عنوان بحثه (ادب ما بعد التغيير- سؤال الهوية في رواية الحفيدة الأمريكية) إذ يقول: "تنتمي رواية "الحفيدة الامريكية" للكاتبة انعام كجه جي الى ما اصطلح على تسميته بأدب ما بعد التغيير، وهو مصطلح سياسي اكثر من كونه فنياً لان الروايات التي تقع تحت سقفه النظري المقترح لا تتشابه، في الحد الادنى المقبول في هكذا توصيفات، في ترسيماتها التقنية وموجهاتها الثقافية، والدليل على ذلك ان عدداً محدوداً من الاعمال الروائية هي التي استلهمت حساسية ثقافية جديدة في الانفتاح على مايدور حولها (ماحدث بعد التغيير او غيره) وفي البحث عن فضاءات وحقول لم يسبق للسرد الروائي العراقي ان عمل على اقتحامها وبطريقة تجعلنا نطمئن على امكانية تداول هكذا مصطلح، أي ادب ما بعد التغيير، بشكل مريح".
وقدم الباحث (د. صباح نوري المرزوك/جامعة بابل) بحثاً عنونه (الدكتور رزوق فرج رزوق حياته و آثاره في مصادر دراسته) مقدماً سيرته الذاتية حيث: "ولد الدكتور رزوق فرج رزوق في البصرة سنة 1919، خريج دار المعلمين العالية قسم اللغة العربية، ظهرت موهبته الشعرية مبكراً، حيث كان في كليته شعراء عراقيون وعرب بارزون تجمعهم لقاءات ومهرجانات ثقافية طلابية ساهمت في اذكاء الحركة الثقافية ورسم مشهدها. ترك آثارا كثيرة بين دواوين شعرية كونه شاعرا من شعراء التجديد ودراسات ادبية وتحقيقات لنصوص تراثية في الآداب و الكيمياء اذ كان له اهتمام بتراث الطغرائي ودراسته واخراجه، له مجموعة من الابحاث المحكمة التي نشرها في المجلات العلمية ولو تم جمعها لألفت كتبا عديدة أفادت المكتبة العربية". وأضاف: "اسس بمشاركة السيدة نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وعبد الجبار المطلبي، وكمال الجبوري رابطة ادبية باسم اخوان عبقر". ساردا نتاجه الادبي المتميز بين ديوان شعري وترجمات عديدة منها إلياس أبو شبكة وشعره، أبو عمرو الشيباني، شعر أبي سعيد المخزومي، إلياس أبو شبكة، وغيرها الكثير.
وبعد استراحة قصيرة توالت الجلسات وكان محور مسرح ومسرحيون عنواناً لجلسات القاعة الاولى التي ادارها المخرج فريد عقراوي وكان (المسرح السرياني في مدن نينوى خلال قرن) عنوان اول بحث قدمه الباحث (هيثم بهنام بردى من بغديدا) اشار فيه الى ان ما تيسر لنا مصادر شحيحة تشير وتتفق على أن مسرحية "استر ملكثا" التي كتبها المطران اسطيفان كجو بالسريانية، وقدمت في بلدة القوش عام 1912، هي أول عمل مسرحي مكتوب ومعروض باللغة السريانية، وعليه يعد كجو رائد المسرح السرياني في العراق، ورغم أن الريادة تحتم الديمومة والاستمرار- فإن الحركة المسرحية السريانية في هذه المدينة لم تشهد خلال ثلاثة عقود ونيّف، سوى مسرحيتين هما: قلعة أوسمافا عام 1924، و استشهاد البطريرك مار شمعون، عام 1947. وذهب الفن المسرحي في سبات جديد إمتد ربع قرن تقريباً، وعاد وبقوة عبر مسرحيات ست كان الاسم البارز فيها نوئيل قيا بلو تأليفاً وإخراجاً، ثم توالى تقديم المسرحيات السريانية حتى يومنا هذا في بلدات ألقوش: 37 مسرحية، بغديدا: 29 مسرحية، كرمليس: 12 مسرحية، برطلة: 10 مسرحيات.
وتحت عنوان (المخرج المسرحي عوني كرومي قراءة نقدية .. في مفترق تجربته المسرحية) استعرض الباحث المخرج (مروان ياسين الدليمي من الرمادي) جانبا من التسلسل الزمني لتطور الحركة المسرحية في العراق، وفي معرض حديثه عن تجربة الراحل كرومي أضاف:"نجد أن تجربة هذا المسرحي، تستحق الوقوف عندها وتأملها، نظرا ً لِما شَغله من مساحة مهمة في الحركة المسرحية العراقية، وكانت مسيرته الفنية تعبيراً واضحاً عن تطلعاته وطموحاته الفنية وفقاً لنظرية المسرح الملحمي، كما توصل اليه المسرحي الالماني برتولد برخت، التي لم تخرج عن توظيف الفن المسرحي من أجل القضايا الإنسانية في ظل الظروف والأوضاع القاهرة المُسلطة على الإنسان في بيئة ما، لتحيله بالتالي إلى كائن مُستلب في ظل أوضاع مجتمعية تحكمها قوانين الصراع الطبقي".
في حين تطرق الباحث (د. فرح ادور حنا/ جامعة الموصل)، في بحثه (ثراء الموروث واغراء التمسرح – قراءة في جماليات التوظيف والتشكيل في مسرحية العشبة لهيثم بهنام بردى) الى ان العلاقة بين المسرح والتراث علاقة سحرية, أخاذة وهي علاقة أبهرت (المؤلفين كلهم) وسحرتهم وجعلتهم في كل مرة يقفون على تراث الآباء والأجداد ويعيدون إنتاجه في حلل جديدة, وبأسلوب حضاري مميز. " فاستدعاء التراث ومحاولة تقديمه في نص معاصر, يفترض به أن يكون استدعاء إبداعياً خلاقاً, بمعنى انه يقدم قراءة جديدة للمورث تنسجم مع المنظور المعاصر للبنى الفكرية والاجتماعية والسياسية, وما تفرضه من تحولات على الأصعدة كافة, وإلا لأضحت العملية التناصية مجرد استنساخ حرفي لا قيمة له, لان الأصل الأول القديم أبقى واصدق . لقد استوحى هيثم بردى في هذا النص, طقساً أسطوريا, يحمل في جذوره قدسية من نوع خاص تجعله يرتقي إلى مصاف النصوص القومية المعبرة عن هوية امة وثقافة عاشت في بلاد مابين النهرين لان شخصياته من الملوك والآلهة، وثيماته فكرية عميقة تدور حول قضية (الموت – الحياة) وبالرغم من ذلك كله فقد قدمه في قالب درامي بسيط في تركيبه, مسكون بشعبية ومحلية مفرطة, فضلاً عن اعتماده الوضوح ألقصيدي والتشويق المتقد والعفوية السلسة التي تنسجم مع طبيعة متلقيه الخاصة جداً (الفتيان), إذ هو متلقٍ تواق إلى محاكاة عالم الأحلام والخيال والتحليق بعيداً في جو من المغامرات والتحديات الشيقة وتقمص دور الأبطال الخارقين".
وسعى الباحث (الدكتور سعدي المالح من عنكاوا) الى اثبات خطأ سبق الريادة في المسرح العراقي الى حنا حبش في بحث عنونه (حنا حبش الرائد المزعوم للمسرح العراقي) اذ:" تعد المسرحيات المنسوبة إلى الشماس حنا حبش " كوميديا آدم وحواء" و"كوميديا يوسف الحسن" و"كوميديا طوبيا" من قبل جميع الباحثين العراقيين في المسرح من أولى المسرحيات العربية المكتوبة في العراق، اعتمادا على أحمد فياض المفرجي وبعض زملائه من طلاب معهد الفنون الجميلة ببغداد الذين عثروا في عام 1966 على مخطوطة تضم هذه النصوص المسرحية، وقد ختمت بختم يشير إلى سنة 1880". وأضاف: "لقد أوهم الختم الدائري الذي على الصفحة الأولى من المسرحية الأولى (آدم وحواء) الجميع بأن صاحبه الشماس حنا حبش هو مؤلف هذه المسرحيات، علما أن مثل هذه الأختام كانت سابقا بحوزة رجال الدين والمختارية وبعض المسؤولين الإداريين الذين كانوا يختمون بها المعاملات الرسمية وأيضا مجموعة الكتب والمخطوطات وربما ممتلكات أخرى كانت بحوزتهم، وعند مقارنتي الشخصية بين هذه المخطوطة بمخطوطة دير الشرفة تبين لي أن مخطوطة حنا حبش مستنسخة عنها حرفيا من قبل نساخ آخرين مع ذكر اسماء اثنين منهم دون ذكر الثالث"، وشكك في كون شخصية حنا حبش القس المذكور في كتاب الاب سهيل قاشا باعتباره قسا توفي في زاخو 1882، بينما اشار الى انه ربما يكون الشماس الذي كان مدرسا في مدرسة الاتفاق الكاثوليكي ببغداد ونفى نسبه الى عائلة حبش البغديدية.
القاعة الثانية تناول الباحثون فيها محور (اعلام وشخصيات سريانية) في جلسة ادارها روبن بيت شموئيل، قدم في مستهلها الباحث (حكمت بشير الأسود/متحف الموصل الحضاري) بحثاً تحت عنوان (الأب الدكتور يوسف حبي 1938 - 2000 فارس ترجل قبل أوانه، قضى وهو يكتب) استعرض فيه سيرة الأب الراحل الذاتية والشهادات العديدة التي نالها من جامعات مرموقة فضلا عن كتاباته في مجالات التراث والبلدانيات والحضارة والأدب والدين وسواها كثير، وأضاف:"كان الأب الدكتور يوسف حبي إنسانا متحررا وكانت له آراء منفردة في الكون والإنسان والمجتمع والحياة وكان يدعو باستمرار إلى البناء ومقاومة الهدم لأنه أحب الحياة والناس دوما، وكان يؤكد على أهمية الإنسان في عملية البناء. كان يعبر عن آرائه بكل شجاعة ووضوح وصراحة من خلال حواراته مع الاخرين او من خلال كتاباته، وكما كان واضحا طوال حياته ولم يكن غامضا إلا في حادثة موته، ولا يزال الغموض يكتنف ذلك الحدث إلى الوقت الحاضر".
أما الباحث (د. يوسف الطوني/جامعة الموصل)، فجاء بحثه بعنوان (تطواف بين ذخائر السريان – اعلام المسيحيين في موسوعة اعلام الموصل للدكتور عمر الطالب – دراسة تحليلية) حيث اشار في مقدمة بحثه الى صدور:" هذهِ الموسوعة، التي تحمل عنوان (موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين)، العائدة للدكتور عمر محمد مصطفى الطالب، عن مركز دراسات الموصل التابع، لجامعة الموصل، عام 2007. والموسوعة رغم كونها قد نشرت من قبل مؤسسة جامعية، الا انها يقينا جهدُ شخصي إستغرق صاحبها في انجازهِ عقوداً عدة، وتكمن اهمية هذه الموسوعة في كون مؤلفها كلل جهده بكم كبير من الشخصيات الموصلية المتنوعة البالغ عددها الكلي (1358)علماً، شغل المسيحيون منها ما مقداره 239علماً، أي ان نسبة المسيحيين تبلغ قرابة 18%. وقد شملت هذهِ الدراسة مسيحيي الموصل وشمال العراق، كما دخل فيها جميع المسيحيين من سريان وكلدان ونساطرة وأرمن وغيرهم".
ثم تطرق الباحث (حكمت رحماني من بغداد) في بحثه الذي حمل عنوان (الاشتياق إلى تاريخ الصحافة المسيحية في العراق) قائلا: "ان الصحف التي أصدرها الأدباء والمفكرون المسيحيون وكذلك الصحف التي أصدرتها الإرساليات الكاثوليكية التي عملت في الموصل وبغداد وخريجو مدارس هذه الإرساليات وغيرها من المدارس الرسمية الذين تثقفوا وأصدروا العديد من الصحف والمجلات في الموصل وبغداد والبصرة كان لها الأثر البالغ في تنشئة جيل مثقف واع مما تبع ذلك نهضة علمية وثقافية واسعة في أوساط الشعب العراقي بمختلف طوائفه ومذاهبه من مسلمين ومسيحيين".
اجتمع بعد ذلك الباحثون المشاركون في الحلقة الدراسية للاستماع لتلاوة البيان الختامي جاء فيه:
برعاية الاستاذ كاوه محمود وزير الثقافة والشباب في حكومة اقليم كوردستان / العراق، عقدت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية الملتقى الثالث للحلقة الدراسية حول دور السريان في الثقافة العراقية (دورة سليمان الصائغ) للفترة من 20 – 22 / 11 / 2012 في بلدة عنكاوا / اربيل. شهدت اعمالها تقديم مايقارب الثمانين بحثاً ودراسة تمحورت حول الاجناس الادبية عامة والدراسات التاريخية والاثارية والعلاقات الاجتماعية بين السريان والقوميات العراقية الاخرى، ومختلف الميادين الثقافية من مسرح وفنون تشكيلية وموسيقى وسينما، فضلا عن تخصيصها محورا خاصا بالاديب والمؤرخ والصحفي المطران سليمان الصائغ، تناول عدد من الاكاديميين والادباء والمثقفيين على تلاوتها كما اسهم الحضور بإغناء الحلقة بمداخلاتهم ومناقشاتهم المستفيضة.
وقد خرجت الحلقة بالتوصيات الاتية:
1- يقدم المشاركون في الحلقة شكرهم وتقديرهم الى حكومة إقليم كوردستان ممثلة بوزارة الثقافة والشباب والمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية على احتضانها ورعايتها لأعمال الحلقة ما اسهم في نجاح اعمالها.
2- السعي الى اعداد انطولوجيا في العراق للتعريف بالادباء والمثقفين والمؤرخين والصحفيين السريان في العراق لكي تكون مادة تعريف ومرجعا باللغات السريانية والعربية والكوردية.
3- يقترح المشاركون اقامة حلقات مماثلة في المدن العراقية اسهاماً في تلاقح الثقافات العراقية المتنوعة.
4- دعم مكتبات الجامعات العراقية بالمصادر والوثائق الخاصة بالثقافة السريانية ورموزها.
5- التاكيد على ضرورة التواصل والحفاظ على ديمومة انعقاد الحلقة سنوياً بحضور المزيد من المهتمين بالثقافة والادب والنقد والبحث الاكاديمي لاغناء الحلقات القادمة وإثرائها بالتواصل المعرفي والثقافي وتلاقح الافكار.
6- نشر جميع بحوث الدورة في كتاب مستقل مع عرض لاخبار الحلقة.
جدير بالذكر ان المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية نظمت للضيوف الكرام، بعد ختام اعمال الحلقة الدراسية، زيارة الى قلعة اربيل التاريخية تلتها زيارة الى متحف التراث السرياني بعنكاوا.