صدر مؤخرا
للباحث الموصلي معن عبد القادر ال زكريا كتاب جديد بعنوان (الوجيز الموسوعي
في تاريخ أهل الموصل بجزئين ضم الجزء الأول فصولا من ريادة الموصليين في
بناء مدينتهم حيث احتوى هذا الجزء 376 صفحة من القطع المتوسط ضمت معلومات
مهمة ومميزة في تاريخ اهل الموصل بينما ضم الجزء الثاني 404 صفحة من الوثائق
والصور والمعلومات الهامة التي وثقت جوانبا مهمة من اوائل الموصليين من خلال
أعمالهم وانجازاتهم وافرد الباحث من خلال جزئي الكتاب معلومات هامة عن مسيحيي
المدينة احتوت على تفاصيل حول ريادة هذا المكون في بناء المدينة وإسهاماته الجليلة التي تركت بصمات راسخة في تاريخ مدينة الموصل
حيث لم يوفر الباحث مجالا حياتيا إلا وطرقه لتسليط الضوء على أعمال
الموصليين خصوصا من خلال الفترة التي تركز فيها موضوع الكتاب وهي اول من
واقدم من 1908-1978 حيث استطاع الباحث متابعة تاريخ اهل الموصل ورموز
أبنائها ووقائع أحداثها عبر سبعة عقود مضت ففي حقل السياسيين. ذكر الباحث
جهود السياسي المسيحي فتح الله افندي سرسم ورؤوف افندي شماس اللوس حيث جرى
انتخابهم لمجلس إدارة لواء الموصل في 8نيسان 1921 فضلا عن ذكر جرجيس افندي
سرسم الذي حصل على أصوات المسيحيين لمقعد مجلس إدارة اللواء المنتخب في 27 نيسان 1921 كما أدرج الباحث اسماء المسيحيين
المدعوين لحضور حفل تتويج الأمير فيصل ملكا على العراق فمنهم فتح الله سرسم
وسيادة المطران يعقوب نيابة عن غبطة بطريرك الكلدان والمونسينور يوسف غنيمة
وغبطة البطريرك مار شمعون وسيادة المطران مار تيموثاوس وسيادة المطران توما
سريان قديم وسيادة مطران السريان الكاثوليك المونسينور بهنام قليان ..كما
أدرج الباحث اسماء المسيحيين الفائزين بانتخابات قضاء الموصل والتي جرت في
28 شباط 1924 وهم فتح الله افندي سرسم ورؤوف افندي شماس اللوس والدكتور عبد
الاحد افندي والدكتور حنا افندي زبوني. وفي مجالات المهن فذكر الباحث ان أقدم حوذي (سائق عربانة ) كان من
بيت قسطو ممن كانوا يعيشون في منطقة الساعة وذكر أيضا ان هنالك فرع اخر يسمى
بيت قسطو منهم محامين وأطباء ومنهم دكتور بيوس قسطو والتاجر يعقوب قسطو
والمحامي البير قسطو وحداد السيارات عادل وأخيه عدنان قسطو كما اشتهرت عائلة
قسطو بتجارة الأخشاب.
كما حاز
المسيحيين في مدينة الموصل على درجة كبيرة من الريادة في مجال مهنة الطب حيث
ذكر الباحث ان اكبر الأطباء سنا واقدمهم في تعلم هذه المهنة كان الطبيب
الشاعر الأديب عبد الاحد سليمان بن جرجيس بن يوسف بن غزالة المولود في 21
ايلول عام 1853 وأول طبيب موصلي تخرج من اسطنبول كان الدكتور عبد الاحد عبد
النور وذلك سنة 1911 ومن اوائل الطلاب الملتحقين بالدورة الأولى في كلية
الطب الملكية العراقية ذكر الباحث ان من بينهم بيثون رسام ورؤوف عبو اليونان
ومنير عبد النور وفؤاد مراد والبير الياس كما ذكر الباحث ان اول طبيب أمراض نسائية وتوليد كان الدكتور لوثر بابا برهاد وهو من
مواليد قرية سناط التي كانت تتبع قضاء دهوك التابع للواء الموصل عام 1880.
وذكر الباحث في سياق الجزء الأول من الكتاب ان اول طالب موصلي التحق بكلية
طب بغداد في دورتها الـ(11) وتخرج الأول على دفعته عام 1943 هو الدكتور غانم
عقراوي كما ان الباحث ذكر بان اول طبيب موصلي اختص بإمراض العيون كان
الدكتور متي فرنكول وبالنسبة لأول عيادة افتتحت في شارع نينوى فكانت من نصيب
الدكتور الارمني الأصل العراقي الجنسية كريكور استرجيان وبالنسبة لأول طبيبة
موصلية اختصت في أمراض النساء والتوليد فكانت الدكتورة سيرانوش ريحاني والتي تخرجت من كلية طب بغداد عام
1944. وفي مجال من امتهن مهنة العيونياتية فذكر الباحث عن تخصص أولاد عبد
النور بهذه المهنة وفيهم عبد النافع بشير عبد النور ويضاف إليهم أولاد حميد
سرسم وفيهم هناء ورياض وسعد الله سرسم حيث كانت محلاتهم ما بين سوق الشعارين
والنبي جرجيس وشارع نينوى .. بالنسبة للمدارس الابتدائية فيذكر الباحث ان
أقدمها هي مدرسة مار توما للبنين حيث يرجع تأسيسها الى سنة 1880 وكان اول
مدير لها هو السيد جميل بابكيان كما ذكر الباحث بشان اول إعلان نشر عن قدوم
حبر أعظم حيث نشرته جريدة (موصل ) الصادرة بتاريخ 8 اب عام 1921 وأعلنت فيه عن قدوم نيافة المطران يعقوب اوجين رئيس
أساقفة (وان ) على الكلدان سابقا. وذكر الباحث وبحسب المؤرخ المعروف بهنام
حبابة ان سليم حسون (1871-1947) كان اول مفتش معارف كما ذكر ان مدرسة
البواتر تعد اول مدرسة أهلية ابتدائية تم تأسيسها في مدينة الموصل كما ذكر
ان سليم افندي قزانجي اول معلم كشافة في الموصل يحمل وسام الشهامة من مركز
الكشافة العام. وعن الفنون ذكر الباحث بان اول مسرحية عراقية قام بتأليفها
قس موصلي يدعى حنا حبش وذلك عام1880 إما عن اول مطبعة دخلت الموصل فذكر
الباحث بأنها المطبعة الحجرية التي جلبها الاباء الدومنيكان عام 1858 وأول صحافي موصلي كان يونان عبو اليونان مدرس اللغة
الفرنسية لدى مدارس الاباء الدومنيكان وفي ثانوية الموصل وعبو اليونان عمل
لدى صحيفة موصل التي عادت إصدارها سلطة الاحتلال البريطاني حيث كانت تصدر
أيضا في العهد العثماني إما اول مجلة في الموصل فكانت مجلة (أكليل الورد )
التي أصدرها الاباء الدومنيكان في الأول من شهر كانون الثاني عام 1902.
بالنسبة لمن عمل في مجال البناء فذكر الباحث بان اول بنائي الموصل هو الملقب
بـ(أبو أساس العغيض) وهو عبو شمعون الطمبوغجي وهنالك أيضا عزيز بن بطرس
ايشوع وعزيز حمامي وخليل بطي وسلوم بن حنا الأسود والبناء فرج بطي وبطرس عبراني وبطرس البناء وميخا خدور ومن النقارين ذكر الباحث بني نعيشي وغانم صوفيا وتوما صفو ومن البنائين أيضا ذكر يعقوب رؤوف بطي ومن صفافي
الكاشي بهجت وصبيح بطي.. وذكر الباحث ان اول ساعة كبيرة عرفتها الموصل هي
ساعة الاباء الدومنيكان حيث وضعوها في أعلى برج الكنيسة التابعة لهم ..في
مجال تصنيع الأغذية وخصوصا بما يعرف بالدنك ذكر الباحث ان اول دنك عرفتها
المدينة وكانت تصنع من خلالها البرغل والحبية والجريش حيث تدان الريادة في
ذلك الى بيت اسوفي في خزرج ومن أولادهم غانم المعلم واسوفي مدير مصنع
البيبسي كولا والطبيب باسل
اسوفي المقيم في المملكة المتحدة كما ذكر الباحث ان دنك بيت داني أيضا يعد
الأقدم حيث تم عمل مادة الدباغ من قشور الرمان ومن مادة العفص ويتوسع الباحث
للحديث بشكل مفصل عن عائلة داني وهو تصغير لاسم دانيال الذي هو ابن صادق ابن
عامر ابن ثامر ابن زلو (كافي الموت ) وهو صاحب أقدم دنك في الموصل. ويذكر
الباحث ان عبو اليسي كان من اوائل من قسم أراضي خارج مدينة الموصل القديمة
وقاموا بتأسيس حي سكني جديد دعي بـ(موصل الجديدة ) وذكر أيضا ان بيت عبو
اليسي كانوا اول من ابتنى كنيسة في هذه المنطقة .. وذكر الباحث أيضا ان أول
موصلي من منطقة الشرق الأوسط زار
القارة الأميركية في عصرنا الحديث كان القس الياس حنا الموصلي (الكردينال
فيما بعد ) ونشرت هذه الرحلة في كتاب وضعه الأب انطوان رباط تحت عنوان (رحلة
أول سائح شرقي الى اميركا ) وبشان أول لجنة إدارية تم انتخابها لغرفة تجارة
الموصل ذكر الباحث بأنها تألفت من عشر أعضاء ومن بينهم قسطنين بيو وحنا
أفندي بطرس غزالة وإبراهيم افندي عقراوي كما ذكر ان أول تاجرة موصلية هي
شفائي عبد الاحد رسام والتي زاولت مهنة التجارة بداية الخمسينيات من القرن
التاسع عشر وذكر أيضا أمينة يوسفاني ودولة فرنكول ومريم توزي ورينة حلبية
ولولوا امنشي وشكرية عزيز وخيرية
بشير متي. وذكر الباحث ان خبير المحاسبة الحكومية حنا رزوقي الصايغ هو أول
موصلي مسيحي أصبح مديرا عاما للميزانية في وزارة المالية العراقية ومن ثم
وكيل وزارة فيما بعد كما يعد المهندس المعماري معن عبد الله إبراهيم سرسم
أول موصلي مسيحي أصبح وزيرا للإسكان والتعمير كما يعد اللواء المهندس يعقوب
سرسم أول موصلي مسيحي أصبح مديرا عاما للأشغال العسكرية ويفرد الباحث في
سياق معلوماته القيمة عبر الجزء الأول فصلا خاصا بتاريخ أبرشية الموصل
للسريان الارثوذكس . إما الجزء الثاني والذي صدر بالتزامن مع صدور الجزء
الأول من الكتاب فاحتوى أيضا الكثير من
المعلومات ومن أبرزها أوائل المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية التي
أنشئت في المدينة أو ما كان يعرف سابقا بلواء الموصل ومن خلال هذا الفصل
يسلط الباحث الضوء على الادارات المتعاقبة التي تولت إدارة مدرسة مار توما
الابتدائية والتي تاسست عام 1919 فضلا عن الادارات التي تعاقبت على تولي
كرسي الادارة لمدرسة شمعون الصفا الابتدائية المختلطة والتي تاسست عام 1927
كما تحدث عن بدايات تأسيس مدرسة القديس عبد الاحد وذلك في القرن (19)..في هذا
الجزء ذكر الباحث اسماء الخياطين الموصليين وذكر ان من اوائل الخياطات
اللواتي اشتغلن بعمل اللحافات كانت
الخياطة المسيحية (سوساني ) كما يذكر ان ابن كغو كان أقدم خياط موصلي افتتح
له محلا عاما في شارع غازي ..في مهنة الحدادة ذكر الباحث ان من اوائل
العاملين في هذه المهنة كان داود قغن وناصر مطلوب واولاد بيت رحو كل من ابراهيم و ميخائيل رحو
كذلك بيت اولاد بيت قغن وهذان الجزئان من الكتاب يعدان
مصدرا مهما للكثير من المعلومات التي تفيد في الدراسات العليا ..
|