يوم  24/ 2 / 2012

في الجلسة الحوارية الموسعة والمنعقدة في مركز قضاء الحمدانية – قره قوش بتاريخ  24/ 2 /2012، والتي نظمها اتحاد الادباء والكتاب السريان مع النخب المثقفة،   وبعد مناقشة مستفيضة لواقع المشهد الثقافي السرياني، وقف الحضور عند جملة من نقاط ذات اهمية في اوساط  مثقفينا وذات تأثير ملحوظ في المشهد الثقافي السرياني: منها افرازات الهجرة لأعداد كبيرة من مثقفينا من بغداد وبعض المدن الساخنة الى المدن الاخرى والى خارج الوطن، ضعف العلاقات والتنسيق بين بعض من مؤسساتنا الثقافية بسبب الواقع الجديد وتاثيرات الاوضاع السياسية عليها، فضلاً عن لأهمال وشحة الدعم من قبل الجهات الرسمية لمؤسساتنا الثقافية ومنظماتنا العاملة في هذا المجال.

اننا في الوقت الذي ندعو جميع مثقفينا ومؤسساتنا للمزيد من التقارب  والتلاحم وتوطيد الأواصر والعلاقات فيما بينهم، مادام الهدف هو خدمة ثقافة شعبنا والتطلع للأفضل لاننا اليوم بأمس الحاجة لهذا التقارب والتكاتف لتفعيل المزيد من اقلامنا بما يخدم قضايانا العادلة، وابراز دور واهمية لغتنا القومية وثقافتنا السريانية الاصيلة، نطالبهم ايضا الاهتمام بالمشتركات وعدم حصر الكتابات في القضايا التراثية والتاريخية فحسب، حيث الكتابة عن معاناتنا وآلامنا وتطلعاتنا باتت واجب ومسؤوليتنا جميعا، لنكتب بشفافية اكثر عن ذلك، وفي اطار توحيد خطابنا الثقافي السرياني ورسالته الموجهة الى  الاخرين والى ابناء شعبنا.

و نستغرب كثيرا من الاهمال والتجاهل من قبل الجهات المعنية في الحكومة العراقية لمؤسساتنا الثقافية  ومثقفي شعبنا، هذه الشريحة المتضررة جدا من سلوكيات الاقصائية والتهميشية التي مارستها الحكومات السابقة بحقها، حيث كنا نأمل بعد التغيير وسقوط النظام الدكتاتوري في العراق، ان يولى اهتماما نوعيا بثقافتنا السريانية وروادها وكوادرها، كونها نبع اصيل وعريق من التراث الرافديني، للتعويض عما فات وما لحق بنا وبثقافتنا من ضرر وحيف وغبن  لأعادة الدور المشرق للثقافة السريانية ضمن المشهد الثقافي الوطني.  اننا اليوم اذ نناشد الجهات المعنية في الحكومة العراقية بهذا الخصوص، ونقول مهما كانت الاسباب لايمكنها ان تكون مبررا لهذا الاهمال الملحوظ ونحن نعيش اوضاعا صعبة ومعقدة مهددة لوجودنا وبقائنا في الوطن.

وفي اقليم كوردستان نناشد ونطالب الجهات المسؤولة بضرورة فتح المجمع العلمي السرياني و فتح قسم اللغة السريانية في جامعة " صلاح الدين" رغم التأكيدات المستمرة على ذلك وكان اخرها كتاب ديوان رئاسة اقليم كوردستان يؤكد بضرورة فتح هذا القسم، ولكن للأسف دون جدوى، كذلك نستغرب من الاسباب التي أدت الى ايقاف مجلة " بانيبال " وهي المجلة الوحيدة  الصادرة عن ثقافتنا السريانية من قبل حكومة اقليم كوردستان/ وزارة الثقافة / المديرية العامة للثقافة السريانية، كما لازلنا نشعر بغبن كبير لعدم تخصيص حصة مالية لأتحاد الادباء والكتاب السريان من قبل حكومة اقليم كوردستان رغم الوعود الايجابية من قبل الجميع!

وفي الختام نقول ونعاهد زملائنا الادباء والكتاب السريان مهما كانت الظروف فاننا سنلتزم بمسؤولية قول الكلمة الحرة المعبرة عن ثقافتنا وخصوصيتنا بروح التضامن والتكاتف معا على ارض الاجداد بلاد النهرين.

                                                      الاجتماع الموسع للادباء والكتاب السريان

                                                              قره قوش- بخديدا 24/2/2012