رد نيافة الأسقف مار عوديشو أوراهام
على المقال المنشور في موقع Kaldaya.net
كان امراً مفرحاً ومدهشاً وصادقاً ما اطلعنا عليه في مقالة الاستاذ فاضل رشاد عن العثور على اثار لمقبرة تابعة للمسيحيين القدامى في محافظة النجف والمنشورة في 13/9/2011تحت عنوان "النجف تحتضن اكبر مقبرة للمسيحيين القدامى في العالم" . وتعقيبا على ما ورد في المقالة ، يقول الاستاذ محمد الميالي مدير اثار النجف لجريدة الحياة "التنقيب الذي تم في السنوات السابقة في مدينة النجف كشف عن وجود اكبر مقبرة للمسيحيين في العالم في الفترة ما قبل الاسلام " انتهى الاقتباس .
ويؤكد الاستاذ الميالي بان هذه المقبرة والتي تقدر مساحتها بـ 1416دونم ، كان لها امتداد واسع في محافظة النجف يصل الى امارة المناذرة التي كانت تدين بالعقيدة المسيحية. ومن معالم الاشارة الى كون هذه المقابر تعود الى المسيحية هو وجود الصليب الذي كان يعلوها.ويضيف الميالي بان بعثات التنقيب بدأت أعمالها في ثلاثينيات القرن الماضي ، فيقول: "وفي العام 1932وصلت الى النجف بعثة أثرية ألمانية للتنقيب عن الاديرة والكنائس فاكتشفت عددا من الكنائس والاديرة تعود لدولة المناذرة " انتهى الاقتباس .
وحول الموضوع نفسه (النجف تحتضن اكبر مقبرة للمسيحيين القدامى فيالعالم) ، يذكر الدكتور حيدر سلمان من الجامعة الاسلامية ، أن المسيحيين كانوا يدفنون موتاهم من العلماء في الحيرة ، ويوضح ان الروايات القديمة تؤكد بأن هند اخت النعمان قد قامت بدفن البطريرك أيشوعياب بطريرك كنيسة المشرق 585م والمعروف بالارزني .
ويؤكد على ما ورد اعلاه المرحوم الدكتور يوسف حبي في كتابه "مجامع كنيسة المشرق" صفحة 349،أن البطريرك أيشوعياب كان قد أضطر الى الهروب الى الحيرة ، مملكة النعمان بن المنذر ، وفي العام 596 م وافته المنية. وقد قامت هند الصغرى وهي أخت النعمان بدفنه في دير صغير في قرية قوشي والمعروف بأسم دير هند الصغرى .
صلب موضوعنا وتسائلنا الاساسي
حين نقرأ في المقالة الاصلية ، نلاحظ أولاً ان ما ذكره مدير أثار النجف محمد الميالي الذي قال لـ(الحياة) ، وهنا نقتبس كلماته "وفي العام 1932وصلت الى النجف بعثة أثرية ألمانية للتنقيب عن الاديرة والكنائس فاكتشفت عددا من الكنائس والاديرة تعود لدولة المناذرة ".انتهى الاقتباس. ولكن ما يثر الدهشة والتعجب هو ما جاء من الاضافة والتحريف على الموضوع نفسه الذي نشر على موقع kaldaya.net ، فنقرأ ما يلي:
"وفي العام 1932 وصلت الى النجف بعثة أثرية ألمانية للتنقيب عن الاديرة والكنائس فاكتشفت عددا من الكنائس والاديرة تعود لدولة المناذرة التابعة الى الكنيسة الكلدانية" .
أما التحريف الثاني الذي نلاحظه في موقع kaldaya.net ، فيتعلق بما قاله الدكتور حيدر سلمان. حيث يقول الدكتور سلمان " الديانة المسيحية انتشرت في الحيرة ، أحد أقضية محافظة النجف في وقت مبكر حيث أعتنق الناس المذهب النسطوريفي القرن الخامس الميلادي أي ما يقارب عام 400 ، وأول ملك أعتنق المسيحية هو النعمان الاكبر سنة 420 وهو المعروف بالسائح الاعور " انتهى الاقتباس .
وعندما نعود لقراءة نفس الموضوع في موقع kaldaya.net، الذي نشر مقالة الاستاذ فاضل رشاد والمنشور في جريده الحياة ،نقف متعجبين من التحريف علناً في كلمات الدكتور حيدر سلمان ، حيث نلاحظ أضافة كلمتين لم يذكرهما الدكتور سلمان ،فأصبحت كما يلي:"الديانة المسيحية انتشرت في الحيرة ،أحد أقضية محافظة النجف في وقت مبكر حيث أعتنق الناس المذهب النسطوري لكنيسة الكلدانية في القرن الخامس الميلادي أي ما يقارب عام 400 ، وأول ملك أعتنق المسيحية هو النعمان الاكبر سنة 420 وهو المعروف بالسائح الاعور" أقتباس من موقع kaldaya.net .
وهنا نتسائل: لماذا التحريف ، ومن يحق له اصلا التحريف والتغيير في المواضيع المقتبسة كما هي الحال في موقع kaldaya.net ؟؟؟ فمن خلال معرفتنا في الدراسات الجامعية ، وما يمليه علينا المنطق وآداب الكتابة ، نعلم ان اقتباس الكلمات والجمل والمقالات والكتابات لغير الكاتب نفسه ، تكون ادبيا وقانونيا مصونة ومحمية من كل اشكال التغيير والتحريف ، ولا يحق للمرء التلاعب بها.
أننا هنا لا نتحدث كأسقف لكنيسة المشرق (الآشورية )¹، وانما لغرض التوضيح والمعرفة . فهنانحث كل مؤرخ كنسي ومستشرق صادق ، ناهيك عن ديانته ومعتقده ، أن يأتينا بأثبات، بأنه وقبل مجمع البطريرك مار طيماثيوس الثاني عام 1318 م والذي على أيامه كان العلامة المطران مار عبد يشوع الصوباوي حاضراً في مجمعه ، او قبل عام 1551 مكان لكنيسة المشرق أسم أو لقب أو تسمية كلدانية ؟؟؟ فأن ثبت صحة ذلك ، حينها سنكون أول من يعترف بهذه التسمية.
من خلال مطالعتنا لتاريخ كنيسة المشرق ومن خلال معرفتنا المتواضعة ، ندرك بان أسم كنيستنا هو(كنيسة المشرق) ، قد تأسست على أيدي الرسول مار توما أحد الاثني عشر ، وأدي أحد التلاميذ السبعين والتلميذين آجاي وماري. وعرفت في الوقت ذاته بأسماء عديدة منها ، كنيسة فارس ، بسبب انتشارها في الامبراطورية الفارسية ، كنيسة الشهداء ، كونها قدمت اعدادا كبيرة من قوافل الشهداء من البطاركة والاساقفة والكهنة أبان حكم الامبراطورية الفارسية. وفي القرن الخامس وفي عهد الجاثاليق مار داديشوع جاثاليق كنيسة المشرق ، لقبت كنيستنا بالكنيسة النسطورية ، علماً بان كنيسة المشرق كانت بعيدة عن الاحداث وما دار من خلافات بين نسطورس بطريرك القسطنطينية (أسطنبول الحالية ) وقورلس (بطريرك الاسكندرية)أي العام 431.
من الضروري أن نُعَرِّف القارئ الكريم باننا حين نذكر بُعد كنيسة المشرق عن أجواء الخلافات بين نسطورس وقورلس، فاننا لا نعني بان كنيستنا كانت بعيدة في الشركة عن باقي الكنائس المسيحية . وكما يذكر الاب المرحوم د/ يوسف حبي في كتاب مجامع كنيسة المشرق ص 37 فيقول:"هذا لا يعني أن كنيسة المشرق لم تكن على الشركة الاساس مع الكنائس الاخرى ، بل نلقاها على العكس تعترف بالشركة بوضوح، لان ذلك من صلب الايمان المسيحي، وتتحين الفرص لآشهارها علناً ، وخاصة في مجمع مار أسحق ومار يهبالاها" انتهى الاقتباس .
أستنتاج
بهذا الشكل الذي نراه ونطلع عليه من تغيير وتحريف في كلام المؤرخين ، ومن تغيير وتحريف في تاريخ الكنيسة والذي لاحظناه علناً في موقع kaldaya.net ، نفهم ونستنتج وبطريقة ما يتبين لنا ، بان كتب كنيسة المشرق المستعملة في الكنيسة الكلدانيةالكاثوليكية²، ونعني الكتب الطقسية والعقائدية ، والادبيات والمؤلفات التي تخص عقيدة كنيسة المشرق ، قد شملها التحريف بالشكل التالي: حيث أينما وجدت عقيدة كنيسة المشرق والتي تقر بأيمانها بالمسيح في اقنومين وطبيعتين في شخص واحد(خذ برصوبا)، قد حذفت. وايضا أينما وجدت عبارة "مريم العذراء كوالدة المسيح الرب والأله"، أبدلت بعبارة "مريم والدة الله" .
وأستناداً إلى المصادر التاريخية يتبين لنا بأن جميع التحريفات في كتب وطقوس كنيستنا حدثت بعد دخول "المبشرين الغربين " من كنيسة الروم الكاثوليكية بأسم المسيحية إلى بلاد ما بين النهرين وبعد العام 1551 م ، وبالاخص في اوائل القرن التاسع عشر 1830 وما بعدهحيث نُفِذ أمر التحريف بمساعدة القسم الذي أنشق من كنيستنا العريقة.
وايضا وكما هو جلي بأن قسم من ابناء هذه الكنيسة العريقة والتي حاولت روما ما بعد 1551 الى كثلكتهم ، لم ينشقوا عن كنيسة المشرق الاصيلة ولم يخضعوا كلياً إلى الكنيسة الكاثوليكية ، ولم يُلقبوا بالكلدان إلا بعد القرن التاسع عشر ، اي مابعد 1830 م. على سبيل المثال ، يروي لنا المرحوم هرمز م. ابونا بأن مدينة نينوى (الموصل) لم يكن يعرف او يوجد فيها اي مطران كلداني - كاثوليكي قبل سنة 1800 م³.
وكذلك نلمس من ما لوحظ وسمع مرار وتكرارا من مثلث الرحمة البطريرك الراحل مار روفائيل بيداويدبطريرك الكنيسةالكلدانية الكاثوليكية ، حيث قد قال مرار وتكرار بأن ( جدي كان كاهنا نسطوريا ) . وهنا نود ان نقدم تحليلا بسيطاً مبنياً على تاريخ ميلاد البطريرك المرحوم مار روفائيل وهو ، أذا كان البطريرك مار روفائيل قد ولد في العام 1922فهذا يعني بان والده كان قد ولد في أواخر أو منتصف القرن التاسع عشر أي تقريبا في سنة1880أو قبل ذلك بقليل . وإذا ركزنااكثر الى تاريخ ميلاد البطريرك ، فانه يتبين ويُحتملبأن جده كان قد ولد قبل العام 1830.
فأن كنا هنا دقيقين في استنادنا الى كلام مثلث الرحمة البطريرك الراحل مار روفائيل بيداويدبطريرك الكنيسةالكلدانية الكاثوليكيةبأن جده كان"كان كاهنا نسطوريا" ، فهذا يثبت غرضنا وتحليلنا من ما قلناه اعلاه ، بأن أبناء كنيستنا المشرق الذين أنشقوا وإنظموا الى كنيسة روما الكاثوليكية ، لم يعلنوا ولائهم الكامل إلى كنيسة روما الكاثوليكية ، ولم يُلقبوا بالكلدان إلا بعد القرن التاسع عشر ، اي مابعد 1830 م .وهذا دليل دامغ على صحة كلام البطريرك المرحوم مار روفائيل الاول بيداويد.ومن المؤسف ان نرى انه عن طريق هؤلاء "المبشرين الغربين" الذي دخلوا بأسم المسيحية ، أنقسم ابناء هذه الكنيسة العريقة ، والامة الاشورية .
أما من الناحية الاخرىفان ابناء كنيسة المشرق (الآشورية) الاصليين والمرتبطين ليومنا هذا بالكنيسة العريقة أي كنيسة المشرق، كنيسة فارس ، كنيسة الشهداء ، الكنيسة التي لقبت جوراً وظلماً بالنسطورية ، فانهم لغاية اليوم لايزالون يمارسون ذات العقيدة والايمان الرسولي وبدون اي تغيير أو تأثير غربي خارجي ، تحت رئاسة أبينا البطريرك قداسة مار دنخا الرابع والجالس على كرسي ساليق وقطيسفون ، والتي ورثوها من رسل المسيح .
أخيرا ومن المنطلق الايماني والتأريخي ، نود ان نقول بان الاعتراف بالحقيقة هي عظمة وقول الحق يحرر الانسان من العبودية الملقاة عليه من الخارج. وكما يقول الرب الاله يسوع المسيح"وتعرفون الحق ، والحق يحرركم" (يوحنا 8: 32).
اما من المنطلق العلمي والاكاديمي ، فأننا لا نعلم هل اطلع كاتب المقال الاستاذ فاضل رشاد ومدير أثار النجف الاستاذ محمد الميالي والدكتور حيدر سلمان على مقالاتهم التي تم نشرها وتغييرها في موقع kaldaya.netام لا ؟!
اللجنة الاعلامية لكنيسة المشرق الآشورية – أبرشية أوربا
1. وفق المجمع السنهادوسي المقدس والمنعقد في بغداد عام 1978 ، تحت رئاسة أبينا البطريرك قداسة مار دنخا الرابع والجالس على كرسي ساليق وقطيسفون، قرر المجمع بالاجماع أضافة كلمة (الآشورية ) إلى اسم كنيسة المشرق نظرا لكون غالبية اتباعها من الآشوريين . وهنا نورد بعض الامثلة لبعض الكنائس التي تحمل أسم قومي لها ( كنيسة روما الكاثوليكية ، الكنيسة اليونانية الارثذوكسية ، الكنيسة الروسية الأرثذوكسية ، الكنيسة الارمنية الارثذوكسية ، وغيرها من الكنائس التي تحمل الطابع أو القومي كأسم للكنيسة ).
2. نعني بالكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ان قسم من ابناء كنيستنا (كنيسة المشرق العريقة) الذي انشق عنا وانظم بعد العام 1551 م إلى كنيسة روما الكاثوليكية. وأول تسمية (الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية) نلاحظها في عهد مار يوحنا ايليا هرمز الثامن (1830- 1838 ).
3. صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية ص 141 .
http://www.almowatennews.com/news.php?action=view&id=26490رابط الموضوع الاصلي في موقع المواطن
http://www.kaldaya.net/2011/News/09/Sep13_A3_NajafNews.htmlرابط الموضوع في موقع كلدايا.نيت