ديترويت /
نشرت صحيفة الأوكلاند برس في ولاية مشيغن الأمريكية بتاريخ 16 آذار مقالاً افتتاحياً حول وضع الحريات الدينية للأقليات في العراق:
المسيحيون العراقيون ينشدون حرية دينية حقيقية/
أدت جلسات الاستماع التي عقدها مجلس الشيوخ الأمريكي حول الجماعات الإسلامية المتطرفة إلى نقاشات حادة بين الأمريكيين. ويُعد هذا إلى حد ما أمرا مقبولا إذ إن إحدى الركائز الأساسية للمجتمع الأمريكي الحرية الدينية.فهي حق لكل أمريكي وفق التعديل الأول للدستور.هنالك مخاوف من أننا نتعدى على حقوق المواطنين الأمريكيين المسلمين.لكن في الوقت الذي يشكل فيه التهديد الإرهابي الديني خطراً حقيقياً على الولايات المتحدة، فإنِ الضرر-إن وُجِدْ- من جلسات الاستماع هذه مازال أمرا قابلاً للنقاش.
ومع ذلك ، توجد مشكلة حقيقية في العراق والشرق الأوسط فيما يتعلق بوجود حرية دينية أو عدم وجودها.باستثناء إسرائيل ، فإن التعريف الأميركي للحرية الدينية يختلف في مفهومِهِ إلى حد كبير في تلك المنطقة ، هذا اذا كان موجودا على الإطلاق ، ففي العراق ، والذي يفترض أنه احدث ديمقراطية في تلك المنطقة، تعاني الأقلية المسيحية من الاضطهاد والقتل.يتم ذلك بصورة مأساوية وفي وضح النهار.
"المسيحيون هم من السكان الأصليين للعراق" ، يقول جوزيف كساب ، المدير التنفيذي للاتحاد الكلداني الأمريكي"ينبغي منحهم حقوقهم المدنية والدينية" لكن للأسف ليس هذا واقع الحال، إذ يجبر المسيحيون و أقليات أخرى على ترك منازلهم ويقتلون بوحشية.لهذا، يقول السيد جوزيف كساب إن منظمته تطلب من الولايات المتحدة التدخل والضغط على الحكومة العراقية لضمان الحريات الدينية للأقليات.
وأضاف السيد كساب إن منظمته تريد أن ينص الدستور العراقي صراحة على ضمان الحرية الدينية للمسيحيين والأقليات الأخرى. و قال أيضاً " ينبغي أن تُحترم الحرية الدينية وأن تصان وأن يُعتَرَفَ بها في العراق، إذ أننا لا نعتقد إن الدستور العراقي الحالي يفي بهذا الغرض، وإن الحكومة الحالية لا تستطيع حماية المسيحيين""علاوة على ذلك" اضاف كساب "إن منظمته و المجلس الكلداني الاشوري السرياني الأمريكي يرغبان أن تقام في العراق محافظة سهل نينوى، والتي ستكون موطناً لكل الأقليات العِرقيِّة والدينية القديمة في العراق"وأضاف أيضاً"أن العراق اليوم مختلف جداً عما كان عليه قبل حرب الإطاحة بصدام حسين، لكنه ليس بالضرورةِ كما يتصوره الأمريكيون"وأوضح أيضاً " حدثت تغييرات جذرية بعد الحرب، استحوذ التفكير الطائفي على كثير من الناس مما أدى إلى خلق مليشيات وتبعات أخرى سببت المشاكل للمسيحيين. كان العراق يُحكَمْ مِنْ قِبَّلْ حزب أو حزبان، أما الآن فيوجد 300 حزب يحرص كلواحد منها على مصالحِهِ الخاصة، لا على المصلحة العامة للشعب". أيضاً" أن المسيحيين بحاجة لتدخل الولايات المتحدة ومساعدتها في إنشاء حرية دينية حقيقية" و أشار إلى أن " حرية من غير أمن ليست حرية حقيقية ".
أما بخصوص جلسات الإستماع المتعلقة بالتطرف الإسلامي في واشنطن ، يقول السيد جوزيف كساب : نريد أن نضمن عدم إساءة إستخدام الناس الحرية الدينية ، و أن نصون الحريات المدنية للجميع . لكننا بالتأكيد نحتاج لحماية هذا البلد ممن يريديون إيذائه . تواجه أميركا تهديداً حقيقياً و فريداً من نوعه . لم يكن هنالك من قبل مجموعة مهاجريين دينية أو عرقية بينها طائفة متطرفة تسعى لتدمير هذا البلد . لم يشكل الإيرلنديون أو الألمان أو اليهود أو غيرهم مطلقاً التهديد ذي يشكله المتطرفون المسلمون على الولايات المتحدة . لذلك فوجود الكثير من الناس الذين يشعرون بالحاجة الى إتخاذ خطوات غير مسبوقة لمواجهة هذا الخطر أمر مفهوم .فسيكون من السخرية حقاً إذا أصبحت الحرية الدينية في أميركا سبباً في إنهيارها .
لقراءة النص الأصلي باللغة الإنكليزية اتبع الرابط الآتي:
http://www.theoaklandpress.com/articles/2011/03/15/opinion/doc4d800e39d498d644102544.txt