(آكانيوز)
أعلن مدير ناحية عينكاوا في
محافظة أربيل اليوم الثلاثاء، عن استمرار نزوح المسيحيين من مناطق متفرقة من
العراق، ولاسيما من محافظتي بغداد ونينوى صوب إقليم كردستان العراق، بعد تزايد
وتيرة العنف ضدهم خلال الأشهر القليلة الماضية، لافتا إلى ان أربيل استقبلت حتى الآن
نحو 900 عائلة مسيحية نازحة.
وقال فهمي متي، لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) إن "نزوج المسيحيين لايزال
مستمرا من مناطق متعددة من العراق نحو محافظات اقليم كردستان، نتيجة لتواصل أعمال
العنف ضدهم بعد أن باتوا أهدافا للمسلحين المتشددين".
وأوضح متي أن "ناحية عينكاوا استقبلت منذ الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في
بغداد نحو 900 عائلة مسيحية نازحة معظمها من محافظتي بغداد ونينوى".
وتزايدت حدة الهجمات ضد المسيحيين في العراق وخاصة في محافظتي بغداد ونينوى منذ
الهجوم المميت الذي شنه مسلحو تنظيم القاعدة على كنيسة "سيدة النجاة"
ببغداد نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات
منهم.
والتصعيد الأخير ليس الأول من نوعه، فقد تعرض المسيحيون وكنائسهم إلى هجمات بين
فترات متباينة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في 2003، ما أدى
إلى نزوح وتهجير أعداد كبيرة منهم إلى خارج البلاد ومحافظات إقليم كردستان العراق.
وأشار متي إلى أن "العوائل النازحة تعيش أوضاعا صعبة، وأغلبها تقيم عند
أقاربها نتيجة لعدم تمكنهم من دفع بدلات إيجار البيوت، والبعض الآخر قام باستئجار
بيوت للسكن فيها"، مبينا أن "مديرية ناحية عينكاوا لا تملك مجمعات سكنية
لتقوم باسكان العوائل النازحة".
وأضاف أن "هناك لجنة مشكلة من قبل حكومة إقليم كردستان لمساعدة تلك العوائل
والتخفيف من معاناتهم".
وكانت حكومة الإقليم قد شكلت لجنة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لمساعدة
النازحين المسيحيين بعد أن أعرب رئيس الاقليم مسعود بارزاني، عن استعداد الاقليم
لاستقبالهم.
ويترأس اللجنة وزير الداخلية بحكومة إقليم كردستان كريم سنجاري، وتتكون من عضوية
ممثل عن رئاسة الإقليم، فضلا عن وزير النقل والمواصلات، وممثل عن وزارتي التعليم
العالي والتربية، بالإضافة إلى ممثلين عن دائرة العلاقات الخارجية بالإقليم ومحافظات
اربيل والسليمانية ودهوك.
وخلص متي إلى أن "أبرز المشاكل التي تواجه النازحين يتمثل بثلاثة رئيسية
أولها مشكلة التنقلات الوظيفية، فهناك أشخاص كانوا يشغلون وظائف حكومية في مناطقهم
الأصلية ويريدون نقل وظائفهم إلى الاقليم، والثانية تتمثل بمشكلة طلبة الجامعة من
أجل تأمين مقاعد دراسية لهم في الاقليم، بينما تتمثل المشكلة الثالثة بالسكن نظرا
لارتفاع بدلات الايجار في الاقليم وعدم قدرة معظم العوائل النازحة على تحمل
تكاليفها".
ونوه إلى أن "اللجنة المختصة تبحث مع بغداد حاليا ايجاد حلول لتلك المشاكل
ولا سيما مشكلتي التنقلات الوظيفية وطلبة الجامعة"، لافتاً إلى ان
"العوائل النازحة لم تتلق مساعدات سوى من بعض المساعدات العينية من بعض
المنظمات الدولية".
وكان مسلحون قد اقتحموا في نهاية شهر تشرين الأول/أكوبر الماضي، كنيسة "سيدة
النجاة" في بغداد، بينما كان عشرات المصلين يحيون قداس الأحد، واتخذوا من كان
في داخلها رهائن قبل ان تقتحمها قوات الجيش العراقي مما أدى إلى مقتل وإصابة 150
شخصا، ثم توالت الهجمات التي استهدفت المسيحيين في مناطق متفرقة من بغداد والموصل.
وتبنى تنظيم القاعدة الهجوم على الكنيسة، كما أعلن أن المسيحيين باتوا
"أهدافا مشروعة" بعد انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي حددها للكنيسة القبطية
المصرية للإفراج عمن أسماهم بـ "الأسيرات المسلمات"، الأمر الذي أدى إلى
نزوح المسيحيين من مناطقهم صوب أماكن أكثر أمنا.
وبحسب إحصائيات غير رسمية فإن عدد المسيحيين في العراق، الذين يمثلون ثلاثة طوائف
رئيسية هم الكلدان والسريان والآشوريين، كان يقدر قبل عام 2003 بنحو مليون ونصف
المليون نسمة، لكن الرقم تناقص حاليا إلى نحو 750 الف نسمة.
من عبدالله صبري، تح: مصطفى صباح