تمر القضية الآشورية في المنطقة بمنعطف تاريخي خطير حيث تتشابك الأحداث مع التحديات الكيانية.
فمنذ عشرات لا بل مئات السنين، يعاني الآشـوريون من سياسات القهر والتهميش والتهجير القسري التي تُفرض عليهم وتؤدي إلى تقليص وجودهم الديموغرافي في أوطانهم التاريخية. واليوم، وفي ظل واقع غير مستقر، تصبح الحاجة ملحّة لإعادة تقييم الوضع الراهن وتصحيح المسار نحو مشروع استراتيجي يعيد للآشـوريين مكانتهم ودورهم الفاعل في المنطقة.
ففي العراق مثلاً، يواجه الآشوريون صعوبات كبيرة في استعادة حقوقهم التاريخية، خاصة بعد سيطرة تنظيم “داعش” على مناطقهم عام 2014 وما أعقب ذلك من تغييرات ديموغرافية قسرية.
أما في سوريا، فقد أدى النزاع المستمر إلى هجرة واسعة، بينما بقيت المجتمعات الآشــــــــورية في وضع هش وغير آمن وسط تعقيدات المشهد الكردي والعربي والدولي.
في ظل هذه التحديات بالإضافة التطورات المتسارعة، لا يمكن للآشوريين أن يواجهوا مصيرهم دون وحدة الصف. فقد أدى تشرذم هذه القوى إلى غياب رؤية واضحة وموحدة واستراتيجية قادرة على الدفاع عن حقوق شــــعبنا بفعالية.