تهنئة من رئيس طائفة الادفنتست السبتيين الانجيلية في العراق واقليم كوردستان      منظمة ACERO UK: نشكر ونقدّر عمل العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يزور سعادة السيد فوزي فرنسو حريري، رئيس ديوان رئاسة إقليم كوردستان      ‎قداسة البطريرك افرام الثاني يجتمع مع صاحبَي الغبطة البطاركة ورؤساء الطوائف المسيحية ويلتقون مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية      رسالة غبطة البطريرك ساكو بمناسبة عيد الميلاد 2024      أسقف حلب للموارنة: المسيحيون يريدون تقديم إسهامهم في عملية بناء دولة مدنية منفتحة على الجميع      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور مجمع اسيرو الخيري في دهوك      مسيحيو سوريا لا يريدون تطمينات بل «ضمانات» ويتخوّفون من التعامل معهم بوصفهم «أقلية»      غبطة البطريرك ساكو يستقبل المطران بيندكتس يونان حنو رئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك      الراعي يحث المسيحيين في سوريا على العمل الوطني والسياسي      محافظة أربيل تصدر توجيهات بخصوص احتفالات رأس السنة الميلادية      طقس العراق.. أمطار رعدية وثلوج بدءاً من الجمعة      دراسة: سائقو التاكسي والإسعاف قد يكونون أقل عُرضة للوفاة بسبب ألزهايمر      تزايد اعتماد الشركات الألمانية على الذكاء الاصطناعي للحصول على أفكار جديدة      مبعوث ترامب يتوقع انتهاء الحرب الروسية.. بهذا التاريخ      ريال مدريد يتوج بكأس القارات للأندية ويختتم عام 2024 بلقب خامس      الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني يتفقان على إعداد برنامج لوضع الأسس التي يتم اعتمادها للحكم في كوردستان      بلينكن يوصل رسالة شفهية من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى السوداني      مجلس الأمن يوجّه رسالة الى الدول المجاورة لسوريا      "امرأة" و"شاحنة".. البابا يكشف واقعة خطيرة من زيارته إلى العراق في 2021
| مشاهدات : 537 | مشاركات: 0 | 2024-12-14 06:58:16 |

أسباب تفوق الإبن الضال على أخيه المطيع

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

قال الإبن الضال لأبيه ( يا أبتِ إني خطئت إلى السماء وإليك .. )

   نطالع في إنجيل البشير لوقا ( 11:15-32 ) قصة الإبن الشاطر ، الإبن الأصغر الذي ظل الطريق عندما طلب حصته من الميراث علماً بأن أبيه ما يزال على قيد الحياة فلا يحق له أن يطالب بحصته ، ومن ثم ينفصل عن العائلة ويسافر إلى بلد بعيد . هنا نقول إبتعاده عن أبيه يعني إبتعاده من مصدر النعمة ، لأن أبيه هو دائرة الإيمان فعليه أن لا ينفصل ويبتعد عنه كما خطأ لوط وأنفصل عن عمه إبراهيم الذي كان له مركز الإيمان فسقط لوط في متاعب كثيرة وفشل . إبتعاد الإبن الصغير عن أبيه هو إبتعاده من النور ليسير في طريق الظلال والفشل . فالبلد البعيد الذي أشار إليه الكتاب يرمز إلى الإبتعاد عن الحق وعن الطاعة والوحدة . قرر الإبتعاد بسبب تشتت الأفكار وتقرير المصير بوفق أنانيته التي دفعته للإنطلاق للعيش عيشة إسراف . كان قراراً خاطئاً يشبه ما تأمل به الغني الغبي الذي ملأ أهراء كبيرة من القمح لكي يأكل ويشرب ويتنعم ، لكن الله لم يعطي له الوقت لكي يتنعم ، فقال له ( يا غبي في هذه الليلة تسترد نفسك عنك ، فلمن يكون ما أعدته ) قرارات كثيرة يقررها الإنسان ، بينما يكون مصيره كمن يعيش ويخطط لنفسه الفشل .

  بتمرد الإبن الأصغر إبتعد من نبع الوجود لأنه كان يظن بأنه سيحصل الحرية ويتحرر من طلبات أبيه ، الأب الذي يمثل الله الآب أعطاه الحرية كما يعطي الله حرية لكل إنسان لكي يقرر مصيره . ترك بيت أبيه وسار نحو المجهول المظلم وهناك بدد كل ماله ، وسرعان ما وصل إلى حالة الجوع فإضطر إلى العمل كعبيد فوجد عملاً يليق بمستوى فشله . رَعي الخنازير ، وجاع ، وهناك شعر بالفشل فبدأ يفكر التفكير اللائق لكي ينقذ نفسه من الهلاك . فالخطوة الأولى كانت إعترافه بخطأه . ومن ثم إعلان قرار العودة إلى الوراء للرجوع إلى أبيه ، لا كإبن كما كان ، بل كخاطىء تائب يعمل عند أبيه كأجير . قال في نفسه ، أستحق العتاب من أبي وحتى وإن وصل أبي في إنتقامه إلى قرار قتلي لأنني سبقته بعد ما قتلته كأب لي .

   نعم يستطيع الأب أن يتجاوز توبته ولم يمد له يد العون كما فعل الكاهن واللاوي في مثل السامري الصالح ( لو 31:10 ) لكن الأب تصرف كما يتصرف الله مع كل خاطىء تائب فيحصل الفرح في السماء . هكذا حصل فرح في بيت أبيه عندما عاد تائباً . ولم يسأل أبداً عن كل ما فعله الإبن في تلك الفترة التي تمرد فيها لأنه وبسبب محبته وفرحه لا يريد أن يرى في إبنه الفشل ، فلهذا لم يحكم عليه بشىء ، ولم يعاقبه ، كما لم يطلب منه الإعتذار لكي لا يشعر إبنه بإهانة كرامته لأنه كان أباً محباً ولا يريد أن يخرج من تلك المحبة الطاهرة ، بل تاثر بأنه المجروح فحاول معالجة فشله لكي يعيده إلى الحياة الأولى لأنه كان ميتاً فعاد إلى الحياة ، وهكذا لا يجوز أن تنغلق محبة الأب لأبنه مهما كان فاشلاً ، بل أن يستقبلهُ بالعطف والحنان والرحمة لكي يساعده للعودة إلى الحياة فيستقبله في رحم رحمته لكي يحيى إبنه الهالك المحتاج إلى من ينقذهُ .

  قال الأب الحنون ( إسرعوا فأتوا بأفخر حلّة وإلبسوه ، وإجعلوا في أصبعه خاتماً ، وفي رجله حذاء . وإتوا بالعجل المسمن واذبحوه فنأكل ونتنعم ... ) " لو 15: 22-24 " .

  غضب الأخ الأكبر عندما سمع تفاصيل الحدث ، بدأ يغلي بالحسد والحقد فرفض الدخول كما رفض أقوال أبيه له والذي قال ، أن أخاك كان ميتاً فعاش ، وكان ضالاً فوجد . كما قال له ،كل ما هو لي فهو لك . لكن ظل قلب الإبن الأكبر مغلقاً مجرداً من المغفرة حتى لأخيه الوحيد المحتاج إلى من يرحمه ، والله يقول لكل إنسان ( إغفر لأخيك سبعين مرة سبع مرات .. ) أي لا حدود للمغفرة . هنا فشِلَ الإبن الأكبر في مسامحة أخيه التائب ، فبدأ يعبِّر لوالده بكلمات محشوة بإتهام لأخيه بأنه أكل مالك مع البغايا . فإذا كان أخوه ذاهباً إلى كورةٍ بعيدة ، كيف عرف بأنه عاشر البغايا ! فهل كان هو يُفَكر في مثل هذه الخطيئة فأسقطها على أخيه كمجرد تهمة يميل به قلب أبيه لكي يتخذ موقفاً كموقفه ضد أخيه ؟ كذلك فشِلَ الإبن الأكبر في فهم صورة أبيه الحقيقية . فحساباته كانت خاطئة على أخيه وكذلك على أبيه الذي قال له ( ها أني أخدمك منذ سنين طوال ، وما عصيت لك أمراً قط ، فما أعطيتني جدياص واحداً لأتنعم به مع أصدقائي ) موقفه هذا يشبه موقف الفريسي من العشار التائب ، قال  ( أللهم ، شكراً لك لأني لست كسائر الناس السراقين ... ولا مثل هذا العشار ! إني أصوم مرتين في الأسبوع ، وأؤدي عشر كل ما أقتني ) " لو 18: 11-12 " .

   مصدر تخيلات الإبن الأكبر قادته إلى الفشل ، وإلى إعلان صفحة حقيقته ، وما كان يحمله قلبه من أفكار خاطئة لأن ( من القلب تنبعث المقاصد السيئة ... ) " مت 19:15 " .

   الأب لا يدخل في علاقة نفعية مع أبنائه ، كما لا يريد أن يميّز بينهم لكي لا يظلم أحداً . والأب خرج من البيت ليستقبل إبنه الأكبر الغاضب الذي كان يتعذب بنار الحسد والحقد ، وكم كان يحرن نفسه من حرارة الحياة والحب حتى لأقرب الناس إليه . لم يترك في قلبه موضعاً لإستقبال من هو بحاجة إلى رحمته والله الذي خلقه على صورته يطلب منه بأن يرحم كما هو يرحم كل تائب ، المحبة تحتوي الجميع ، تقول الحكمة عن رحمة الله ( ترحم جميع الناس ، لأنك على كل شىء قدير ... ولا تمقت شيئاً مما صنعت ) " حك 23:11 " .

  حاول الأب أن يدرج أبنه الغاضب بلهجة الحنان ، فقال ( يا بني ) لأنه لا يريد أن يشعر الإبن الأكبر بأنه مظلوم ، كما أراد أن يغيّر موقفه من أخيه الأصغر لكي ينظر إليهِ بنفس نظره فيقبله كما قبله هو . فكشف حب أبيه له ويرى الحياة تعود إلى نفس أخيه بعد أن مات .

   البشير لوقا لم يكتب لنا بأن الأبن الأكبر دخل إلى تلك الوليمة . وقد يكون قد رفض الدخول . وإذا فرضنا ذلك . فهذا يعني بأنه لم يستطيع أن يولد مرة أخرى في رحم أبيه المحب كما عاد أخيه ليولد ولادة جديدة فتجتمع العائلة مرة أخرى في قلب الأب المحب للجميع .

 توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1"

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4541 ثانية