يقال أينما حلً الغراب حلّ الخراب ، والحرب هي الخراب بكل المقاييس حتى للفائزين فيها ، ولبنان السياحة والحضارة الفينيقية الآيلة في القدم ، تحوّل إلى خراب بسبب حروب الآخرين على أرضه ، منها وجود الفلسطينيين على أرضه ، والخلافات العربية إستحقت اللعنة لمحاولة تصفيتها على أرض لبنان ،كما أن الطائفية المكرّسة قد أقنعت اللبنانيين أنه ليس أساساً لبناء وطن من الأوطان ،ولا بديل للمساواة والمواطنة المرتبطة بروابط مقدّسة تذوب فيها الطائفية والتعصبات المذهبية والدينية كنقائص ضاربة لتعايش الوطن الواحد وكاسرة لعموده الفقري .
إن تطبيق القرار 1701 هي بين إسرائيل ولبنان ، ولكن القرار اللبناني مخترق حتى النخاع ومسيّطر عليه من قبل حزب الله ،وإن فائض المعلومات التي لدى إسرائيل لا تقبل ولا تثق بالدولة اللبنانية ،لأن قرارات الحرب والسلم ليست بيدها وهي تراقب الأرض والجو والبحر ، ولها القدرة على التدخل السريع لمنع دخول السلاح و العتاد والمقاتلين ، وتشترط حلّ قوة اليونيفيل وإنشاء قوة ردع دولية ، وهذا لا يقبل به حزب الله وأن يكون السلاح بيد الدولة اللبنانية حصرا فهل يستمر حمام الدم المراق في لبنان ؟ وأين يكمن الحل؟
إن قرار حزب الله الدخول في الحرب وربط مصيره بمصير حماس بأمر ولي أمره (إيران ) ، كان خطأً استراتيجي لا يغتفر ، والمحصلة قتل قياداته ، ومسح قرى كاملة من الشريط الحدودي ، منها بلدات الحافة الأمامية الضاربة جذورها في عمق التاريخ ، منها : كفركلا ، ميس الجبل ،راميا محيببب ،بليدا،حنين،عيتا الشعب،العديس وعيترون وسواها ، والتهجير الجماعي القسري وتحويل الأرض إلى أرض محروقة ، وجنوب من دون أهله ، وتداعيات ديموغرافية ودولة مخطوفة مستباحة .
يبدو أن طهران ستحيي بنية عسكرية أخرى لحزب الله على الركام المتبقي ، وهذا قد يؤدي إلى حرب أهلية وصدامات عرقية ومذهبية ودينية لتقضي على هذا البلد الجريح ، وفي النهاية نقول: لا تحمّلوا لبنان أكثر من طاقته ؟ واين أنتم يا عرب ؟