عشتار تيفي كوم - فاتيكان نيوز وأبونا/
إن "كلمة الله هي كلمة حية"، و"هذا الكتاب المقدس هو أداة مهمة جدًّا" لاسيما في سياق منقسم مثل الشرق الأوسط. هذا ما قاله الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، في عظة القداس في بازيليك القديسة مريم سلطانة الرسل في مونتانيولا، بروما، الثلاثاء 26 تشرين الثاني، وذلك قبيل حفل تقديم النسخة العربيّة من "الكتاب المقدس. تفحّصوا الكتب"، الصادر عن دار سان باولو للنشر.
وشارك في القداس إلى جانب البطريرك بيتسابالا، رئيس أساقفة عكّا للروم الملكيين يوسف متى، ومطران جبيل للموارنة ميشال عون، والمعاون البطريركي للأقباط الكاثوليك هاني باخوم، وممثلون آخرون عن الكنائس الكاثوليكية الشرقية، تجمعوا جميعهم في النهاية أمام رفات الطوباوي الأب جاكومو ألبيريونيه في وقفة صلاة في يوم تذكاره الليتورجي. وكان حاضرًا أيضًا المطران ميشال جلخ، أمين سرّ دائرة الكنائس الشرقيّة في الفاتيكان.
"هذا العمل هو علامة على حيوية الكنيسة"، والمسيحيون مدعوون لكي يقولوا كلمات سلام لإخوتهم اليهود والمسلمين. قال الكاردينال بيتسابالا في كلمته في تقديم المجلّد. وشدد في مقابلة مع وسائل الإعلام الفاتيكانية على أنه "لا توجد بشارة بدون كلمة الله، وكلمة الله التي يتمُّ شرحها بطريقة جديدة، باللغة العربية، للمؤمنين الناطقين باللغة العربية، هي أداة رائعة للتعريف بيسوع، لاسيما في هذا الوقت الذي يتمُّ فيه استخدام لغة مليئة بالكراهية. أما كلمة الله، فهي تفتح آفاقاً تجدد الحياة على الدوام، وهذا ما نحن بأمس الحاجة إليه في هذا الزمن".
وتحدث في تقديم المجلّد أيضًا مدير الطبعة العربيّة ومحررها، وكلاهما كاهنان ينتميان إلى طريق الموعوظين الجدد، الأب جان عزام، المرشد الروحي لإكليريكية "أم الفادي" في لبنان، والأب فرانشيسكو جوزوي فولتاجيو، خبير في الكتاب المقدّس ومنسق دبلوم الأصول المسيحية في جامعة اللاتيران الحبريّة، في مركز Domus Bethaniae في القدس.
وقال الأب جان عزام خلال حفل التقديم: "إنه كتاب مقدس جمع بين ترجمة العهد القديم التي قام بها اليسوعيون وترجمة العهد الجديد التي قمت بها مع أشخاص آخرين بنص أمين جدًا للغة اليونانية وإنما بطريقة يسهل فهمها. هناك حوالي 400 ملاحظة موضوعية تساعد القارئ ليس فقط على قراءة النص وإنما على عيشه من خلال التأمّل فيه.
أضاف: "من خلال الملاحظات من الممكن أيضًا قراءة مقاطع مختلفة متوازية من الكتاب المقدس، من خلال العديد من المراجع من العهد القديم إلى العهد الجديد، والتي تساعد القارئ على الاطلاع على لاهوت الكتاب المقدس حول الموضوع. ميزة أخرى مميزة في هذا الكتاب المقدس هي الإشارات الواردة في الملاحظات إلى آباء الكنيسة وكذلك الخلفية اليونانية والعبرية والآرامية.
وذكّر الأب عزام أيضًا بأن هناك إشارات إلى الجغرافيا والتاريخ وأسماء الأماكن وإلى آخر الأبحاث الأثريّة.
من جهته قال الأب فولتاجيو أن "الأمر يتعلّق بتحدٍ ونعمة لكي يتمكن المسيحيون الناطقون باللغة العربية من الحصول على مفتاح نبوي لقراءة أحداث تاريخهم، يساعدهم على فهم أكبر أيضًا لأهمية وجودهم ورسالتهم في مثل هذا الوضع المعقد، فيما يستمرّون في كونهم جسرًا للمصالحة والسلام".
وفي خط الزخم الذي أعطاه المجمع الفاتيكاني الثاني لإعادة اكتشاف كلمة الله من قبل المؤمنين، أكد الأب فولتاجيو أن هذا العمل هو جزء من التجديد الذي أحدثه المجمع نفسه، في سياق الدستور العقائدي في الوحي الإلهي "كلمة الله"، الذي أعاد الكتاب المقدس إلى المحور، وهو أيضًا عمل يتوافق تمامًا مع رسالة البابا فرنسيس التي أنشأ بموجبها أحد كلمة الله.
وأوضح أنه إذ وُجب على المسيحيين الناطقين باللغة العربية، أن يحافظوا على إيمانهم ويدافعوا عن هويتهم في كل حقبة من التاريخ، "هم يستحقون كل حبنا وتقديرنا، وقد أردنا أن نقدم مساهمتنا في هذا الاتجاه". أضاف: "يقول القديس إيرونيموس إنَّ "جهل الكتاب المقدس هو جهل للمسيح"، وبالتالي نحن نعتقد أن المساهمة في معرفة الكتاب المقدس تعني أن نجعل يسوع المسيح ينمو أكثر فأكثر في هؤلاء المسيحيين الذين يستحقون الثناء على صمودهم، لكي يصبحوا أكثر فأكثر نورًا وملحًا وخميرة في الشرق الأوسط والعالم أجمع".
يندرج هذا الحدث في إطار الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لولادة الجمعية الدولية للكتاب المقدس الكاثوليكية التي أسسها الطوباوي ألبيريونيه. وقد أكد الأب دومينيك سوليمان، الرئيس العام لجمعية القديس بولس، على أهميّة هذا العمل في سياق العمل الراعوي البيبلي. فيما أشار الأب خوسيه بوتاييل إلى أن هذه الطبعة تفتح بالنسبة لجمعية القديس بولس، أفقًا جديدًا وهو أفق البلدان الناطقة باللغة العربية.
وقدّمت دار سان باولو للنشر عدة آلاف من النسخ للبابا لكي يعطيها للمسيحيين الناطقين باللغة العربيّة الذين يعيشون أوضاعًا صعبة. وكان خاتمة التقديم، تسليم هذه النسخة من الكتاب المقدّس إلى حوالي خمسين مؤمنًا من الأرض المقدسة جاءوا للحج إلى روما ولوريتو، كعلامة قرب ومشاركة مع المسيحيين الذين يعيشون في هذه الأراضي.