تهنئة من رئيس طائفة الادفنتست السبتيين الانجيلية في العراق واقليم كوردستان      منظمة ACERO UK: نشكر ونقدّر عمل العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يزور سعادة السيد فوزي فرنسو حريري، رئيس ديوان رئاسة إقليم كوردستان      ‎قداسة البطريرك افرام الثاني يجتمع مع صاحبَي الغبطة البطاركة ورؤساء الطوائف المسيحية ويلتقون مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية      رسالة غبطة البطريرك ساكو بمناسبة عيد الميلاد 2024      أسقف حلب للموارنة: المسيحيون يريدون تقديم إسهامهم في عملية بناء دولة مدنية منفتحة على الجميع      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور مجمع اسيرو الخيري في دهوك      مسيحيو سوريا لا يريدون تطمينات بل «ضمانات» ويتخوّفون من التعامل معهم بوصفهم «أقلية»      غبطة البطريرك ساكو يستقبل المطران بيندكتس يونان حنو رئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك      الراعي يحث المسيحيين في سوريا على العمل الوطني والسياسي      محافظة أربيل تصدر توجيهات بخصوص احتفالات رأس السنة الميلادية      طقس العراق.. أمطار رعدية وثلوج بدءاً من الجمعة      دراسة: سائقو التاكسي والإسعاف قد يكونون أقل عُرضة للوفاة بسبب ألزهايمر      تزايد اعتماد الشركات الألمانية على الذكاء الاصطناعي للحصول على أفكار جديدة      مبعوث ترامب يتوقع انتهاء الحرب الروسية.. بهذا التاريخ      ريال مدريد يتوج بكأس القارات للأندية ويختتم عام 2024 بلقب خامس      الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني يتفقان على إعداد برنامج لوضع الأسس التي يتم اعتمادها للحكم في كوردستان      بلينكن يوصل رسالة شفهية من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى السوداني      مجلس الأمن يوجّه رسالة الى الدول المجاورة لسوريا      "امرأة" و"شاحنة".. البابا يكشف واقعة خطيرة من زيارته إلى العراق في 2021
| مشاهدات : 1103 | مشاركات: 0 | 2024-11-16 06:25:08 |

"في عناق اللحظة"

نشوان عزيز عمانوئيل

 

 
 
قصة قصيرة 
 
إهداء :
 
إلى التي وجدت الحرية في الانسلاخ من الخرائط، ولامست المعنى بين ألوان الغروب وسكون الحقول.
لرحلتكِ الأبدية، بلا وجهة، بلا قيود، وبكل الصفاء الذي تستحقينه.
إلى الشاعرة الأنيقة.... كولالة نوري 
.... صديقتي الأبدية 
 
 
 
في مساء خريفي خافت، جلست كولالة في مقهًى صغير قرب محطة قطار مهجورة، كأنها شبح يتأمل انعكاسه على زجاج نافذة عتيقة. بين يديها خريطة مهترئة، تتشابك عليها الخطوط كأوردة مشبّعة بحلم قديم: أن تعبر الولايات المتحدة كمن يفر من ذاته، بحثًا عن غدٍ لا يحمل ظل الأمس. كانت المدن المرسومة على الورق تبدو لها كوعود هاربة، كأبواب مفتوحة على الحرية، أو كأسرار تطل من وراء ستار كثيف.
 
مع أول خيوط الفجر، انطلقت على الطريق بلا وداع. 
وسيارتها تئن تحت وطأة الطريق المفتوح، بينما الهواء يلثم وجهها وكأنه يريد انتزاعها من ماضيها. كل ميل قطعته كان يشبه اقتلاع جذور من أرض أرهقتها. الطريق امتد أمامها كخط أزلي، بلا وجهة سوى تلك اللحظة ذاتها، تلك النشوة التي جعلتها تتوهم أن العالم صار ملكها أخيرًا.
 
لكن عند أحد المنعطفات الحادة، كأن القدر قرر اختبار يقينها. فقدت السيارة السيطرة، وانزلقت كطائر أصيب بجناحه. الزمن تجمّد، وتحوّلت الضوضاء إلى صمت مطبق، إلا من صوت خافت يشبه ارتعاش الضوء في بركة مظلمة. حين أفاقت، وجدت نفسها ممددة على العشب، تنظر إلى السماء التي بدت شاسعة أكثر من أي وقت مضى، وكأنها ترحب بها.
 
ابتسمت كولالة؛ لم يكن ذلك الشعور بالخوف أو الألم، بل كان أشبه بانكشاف سرٍّ خفيّ، كأن الكون أخيرًا همس لها بمعناه. أدركت فجأة أن كل المدن التي سعت إليها، وكل الطرق التي رسمتها على الورق، لم تكن إلا وهمًا. السلام الذي حلمت به طويلاً لم يكن في وجهة، بل في لحظة واحدة خالية من كل شيء عدا وجودها.
 
لامست الأرض بيدها، شعرت بحرارة الحياة تتدفق من خلالها، كأن التراب أراد أن يخبرها أن كل خطوة مشتها قادتها إلى هنا. رفعت عينيها إلى السماء التي انسكبت ألوانها كأغنية صامتة. لم يكن الغروب بالنسبة لها نهاية، بل بداية جديدة لم تطلبها.
 
وقفت بهدوء، ألقت بالخريطة على العشب، وابتسمت. لم تعد بحاجة إلى خطوط تحدد مسارها. عادت إلى الطريق، لكن هذه المرة بلا عجلة، بلا خوف، بلا أي شيء سوى يقين عميق أن الرحلة ليست في الأماكن التي نصل إليها، بل في تلك اللحظات التي نعانق فيها الحياة بكل تناقضاتها: جمالها وصخبها، ثقلها وخفتها، وفي النهاية، سلامها العميق الذي يتسلل إلينا عندما نتوقف عن الركض.
 









أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4097 ثانية