قناة عشتار الفضائية
 

المطران بولس كوسا في ذمة الخلود

موقع البطريركية الكلدانية

" أحسنت أيها العبد الصالح الأمين، أدخل الى فرح سيدك " (متى 25: 21)

أبصر مثلث الرحمة المطران بولس كوسا النور في 9 أيلول 1917 من عائلة تقية اعطت للكنيسة ثلاث راهبات ومطراناً وسمي في جرن المعمودية جورج.

أكمل دراسته الابتدائية في حلب حيث ولد ونشأه، وكان يخدم القداس باستمرار وبمواظبه كما كان يخبرنا، كانت عائلته تصلي المسبحة الوردية باستمرار مساء كل يوم .

بعد سماعهِ لدعوة الرب دخل إكليريكية الاباء (المخيتاريست) بفيينّا، رغبةً منه لتمجيد الرب ثم دخل المعهد الحبري بروما لدراسة الفلسفة واللاهوت ومختلف العلوم الكنسية والأرمنية.

سيم كاهناً بروما عام 1941 ليعود بعدها الى حلب حيث تسلم مهام كثيرة كراعي كنيسة ومدير مدرسة ، فقام بإخلاص وكفاءة بهذه المسؤولية مدة خمس وعشرين عاماً، ونظراً لصفاته الحميده وحياته الرسولية المميزة أنتخب أسقفاً للكنيسة الارمنية الكاثوليكية من قبل أباء سينودسها، أقتبل الرسامة الأسقفية في 21كانون الاول سنة 1969 على يد صاحب الغبطة الكاثوليكوس إغناطيوس بطرس السادس عشر بطانيان كنائبٍ بطريركي ٍ على مدينة دمشق.

ولخلو كرسي العراق لأنتخاب مثلث الرحمة سيادة البطريرك جان بطرس الثامن عشر كسباريان بطريركاً للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية على بيت كليكيا، عُين مطراناً على كرسي العراق وحملَ لقب رئيس أساقفة، فقام بخدمة أبنائه بكل جدارةٍ وورع مدة ثمانية عشر سنةً .

شيد مبنى المطرانية الجديدة وكنيسة فخمة في بغداد  يُشَار لها دائماً في الأحاديث داخل الوسط الكنسي والشعبي، وعرف عنه أهتمامه الكبير بالاطفال والشباب وكان يتفقد العوائل بأستمرار دون أنقطاع ومهما كانت الاحوال والظروف حتى وسط ظلام وأضطرابات عقد التسعينات من القرن الماضي.

قدّمَ المطران كوسا إستقالته بداعي التقدم بالسن عام 2001 حيث بلغ من العمر الـسادسة والثمانين لكنه لم يفقد إصراره على العمل وعزيمته تدفعانهُ الى خدمة ابناء الكنيسة عن طريق الترجمة او أيفاده بمهام رعوية من قبل البطريركية خدمةً لابناء الطائفة في دول الانتشار، كما  ترأس هو حفل تنصيب المطران الجديد في بغداد عام 2008 خلفهِ سيادة المطران عمانوئيل دبّاغيان.

لما اشتدَّ عليه المرض واعتلت صحته بقيت حياته الروحية مثالاً أعلى لكل من أقترب منه من الراهبات والممرضين فيلاقون عنده كلمة حكمةٍ وتعزية، والابتسامة لم تفارقه أبداً وهذا دليل على حياةٍ روحية متينة.

فارق الحياة برائحة الصلاة يوم السبت المصادف 7 تموز 2012  وأقيمت صلاة الجناز على روحهِ حيث دفن في كنيسة المقبرة، يوم الاربعاء الماضي .

ونحن ابناء كنيسته الأرمنية وجميع الأحبه سنقدم الذبيحة الألهية وصلاة الجناز نهار يوم السبت الموافق 14 /7 / 2012 في كاتدرائية سيدة الزهور (ناريك) حيث تحقق الحلم الكبير لفقيدنا الحبيب ورجل الله أن يصبح لابناء كنيستهِ بيت كبير يقيمون فيه القداديس والمراسيم الدينية بفرح وطمئنينة .

نحن نودعك اليوم ونستذكر فضائلك ونطلب صلاتك في حضرة رب المجد ونقول لك شكراً لأنك كنت أميناً على القليل لذا نقولها بأيمان ستقام أميناً على الكثير.