ماذا حدث في الـ 9 من نيسان/ابريل عام 2003 في العراق
عانى العراقي كثيراً
على مدى ثلاثة عقود من الزمن، من حروب لم يردها، وانما ارادها حكامه، وعانى من
قيود وسجن للعقل والبصيرة والأنا الفردية فرضها عليه حكامه، وعانى من استلاب
الإرادة، واعتقال الهوية، وسجن الحرية الشخصية، وترويض العقلية بالاتجاه الذي يخدم
الحاكم من خلال عمليات البرمجة الفردية والجماعية، وتقنيات التحوير الفكري من خلال
الإعلام الموّجه والأحادي، حتى صار العراقي سجيناً في وطنه، ومقيداً في داره يتحمل
ويصبر، يعاني من اجل يوم الخلاص يوم الحرية، اليوم الذي يستطيع فيه ان يقول ما يريد
ولكن بشممٍ وإباء وليس تحت اي سيفٍ او قوةٍ مهما كانت في هذا العالم. وجاء يوم 9/
نيسان/ 2003 بمثابة طلقة الرحمة التي تطلق على الانسان لتخليصه من آلامه لكن هنا
ومع الشعب العراقي اصبحت طلقت الرحمة مصدر الحياة وبداية حياة جديدة.
لنستذكر ما حدث في ذلك اليوم.
بعد (20) يوماً من بداية
المعارك لإسقاط نظام صدام تم تطويق العاصمة بغداد. ففي 4/نيسان/2003 دخل بعض عناصر
المارينز الى الضواحي الشرقية من المدينة بالاضافة الى دخول وحدات من الجيش الى
مواقع غرب وجنوب المدينة وتمت السيطرة على الطريق الرئيسي الى الشمال بواسطة وحدات
القوات الخاصة.
في اليوم التالي ارسلت وحدة المشاة الثالثة فرقة عسكرية مكونة من 40
دبابة الى بغداد وقد غطت هذه الفرقة ما يقارب الـ 25 ميل (40كم) باتجاه العاصمة
بغداد.
في 6/ابريل تم تشكيل طوق فولاذي حول المدينة بغداد وقد تم احكام جميع
المداخل من والى المدينة وتمت السيطرة عليها بالكامل من قبل القوات المتعددة
الجنسية.
في 7/ابريل ارسلت وحدة المشاة الثالثة قوة عسكرية الى المدينة اخذت
على عاتقها اقتحام قصر صدام الرئاسي.
ً في 9/ابريل تمكنت الفرقة الثالثة والرابعة من المارينز من الدخول
الى ساحة الفردوس المتواجد فيها تمثال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والبالغ
طوله سبعة امتار ونصف.
وضعت القوات الامريكية سلاسل حول التمثال وقد قام النائب عريف
(ايدوارد) وهو من نيويورك بتسلق التمثال ووضع العلم الامريكي على وجه التمثال قبل
ان يتم استبداله بعلم عراقي.
وأخيراً في الساعة السادسة وخمس واربعون دقيقة عصراً وامام المحتشدين
تم اسقاط التمثال.
بدأ بعض العراقيين المحتشدين برمي الاحجار ومهاجمة التمثال مستخدمين
المطارق والسلالم ووضع حبل حول عنق تمثال صدام حسين وعمت فرحة كبيرة في جميع ارجاء
العراق في ذلك اليوم.
بذلك بدأ فصل جديد من فصول التاريخ العراقي المعاصر لا احد يعرف ما
سيحدث ولكن الجميع يأمل في غد افضل.. وبقى عليك عزيزي القاريء ان تحكم او تتساءل اليوم
بعد هذه السنوات من يوم السقوط هل الغد افضل ام اسوأ؟؟؟