شيزي او شيوز
تقع قرية شيزي على السفح الجنوبي من سلسلة الجبل الابيض شمال مدينة
سميل على بعد سبعة كيلومترات منها. ترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي 500م يحدها من
الشمال قرية مار ياقو ومن الجنوب مدينة سميل ومن الشرق قرية كيفلان ومن الغرب قرية
هيجركي.
كلمة شيزي تعني خشب اسود صلب جدا وهو الاينوس ومنه تصنع القصع فيقال
فلان يملاء (الشيزي) اي القصعة المصنوعة من الشيزي وبيث شيزي تعني بيت القصعة او
بيت الأكل. ورغم ندرة المصادر التاريخية التي تذكر قرية شيزي إلا انها قديمة حيث
كان يسكنها رهبان دير مار فنحاس منذ حوالي اواخر القرن الرابع الميلادي واضافة الى
انها كانت محطة استارحة لرهبان دير مار ياقو فكانت لهم فيها دار ومطبخ تجهز فيها
وجبات الطعام للرهبان العاملين ف يالااضي الزراعية واثناء فترة الحصاد.
وبعد تبدد رهبان دير مار فنحاس ودير مار ياقو نزحت الى القرية حوالي
سنة 1700م عائلتان كبيرتان من منطقة تخوما وسرسبيدو من مقاطة هكاري في تركيا
الحالية احدهما سكنت قرية شيزي والاخرى سكنت قرية سميل حسب الرواية المنقةل من جيل
الى آخر. سكنت القرية بعد ذلك عوائل اخرى نزحت اليها قبل سنة 1900م هربا من
الاعتداء والظلم من القرى المجاورة وسكنت القرية ايضا عائلتان كان وليا امريهما
كاهنان الاول هو القس فرنسيس شابو الذي جاء من دهوك وبعد وفاته بقيت عائلته في
القرية والثاني هو القس كوركيس داويذ الذي جاء من قرية كرشين سنة 1933م.
تعرضت القرية مرات كثيرة الى السلب والنهب والحرق وتشتت اهلها في القرى
المجاورة لها وكان اولها اثناء حملة نادر شاه على المنطقة سنة 1794 وبعد ذلك اثناء
حملة اميرا راوندوز المعروف بـ (اميري كورا) سنة 1831 ورسول بك سنة 1834.
وتركت القرية في مطلع عام 1962 لفترة قصيرة وفي سنة 1966 تم ترك
القرية الى سنة 1970 حين رجع الناس اليها وتم بناء دور عصرية وحديثة فيها من قبل
الدولة الى سنة 1974 حيث ترك الناس قريتهم مرة اخرى ورجعوا اليها سنة 1975 وسكنوا
القرية الى سنة 1987 عندما تم تدمير القرية وترحيل سكانها الى مجمع المنصورية قرب
سميل الى سنة 1993 حيث عاد اليها بعض من اهلها.
شملت شيوز اليوم بحملة اعمار القرى التي قادها ودعمها الاستاذ سركيس
آغاجان حيث قامت اللجنة العليا لشؤون المسيحيين في دهوك ببناء (70) دارا جديدا في
القرية وترميم الكنيسة وبناء قاعة للمناسبات بالاضافة الى فتح الشوارع فيها
وتزويدها بمولدة للكهرباء.