قناة عشتار الفضائية
 

الرئيس بارزاني بـ"يوم الصلاة الوطني": الأخلاق هي جوهر الدين

عشتارتيفي كوم- رووداو/

 

في "يوم الصلاة الوطني"، ألقى الرئيس مسعود بارزاني كلمة أشار من خلالها إلى أن "الأخلاق هي جوهر الدين"، وبيّن أن "قبول الآخر أساس رئيس لمعتقداتنا، وهو قائم على ما ورد في القرآن الكريم".

 

ومثّل الرئيس بارزاني في كلمته بمقولة لمولانا الرومي، الذي قال: "الحق كقمة جبل، وهناك العديد من الطرق لبلوغ القمة، لكن الهدف واحد، وهو بلوغ الحق".

 

"على مدار التاريخ، عندما كانت كوردستان تُهاجَم، لم يكن الطغاة يميزون بين مسلم ومسيحي وإيزدي"، هذا ما قاله الرئيس بارزاني في كلمته التي أشار فيها إلى أن "داعش لم يميز في حربه بين مسلم ومسيحي وإيزدي، ولكن البيشمركة هزموه".

 

وأضاف الرئيس بارزاني: "كلنا عباد الله، وأخوات وإخوة في الإنسانية"، موضحاً أن "كل الأنبياء والرسل وجهونا إلى مد يد الأخوة إلى بعضنا البعض، وأوصونا بالتعايش".

 

فيما يلي نص كلمة الرئيس مسعود بارزاني:

بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية، أرحب بكم ترحيباً حاراً أيها الضيوف الكرام. أهلاً بكم في كوردستان، مهد التعايش القومي والديني.

قبل أن أبدأ كلمتي، أود أن أعلن مرة أخرى، مشاركتنا جميع الإنسانيين في العالم في فقدان رجل عظيم محب للسلام والإنسانية، ألا وهو قداسة البابا.

هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم اجتماع كهذا في كوردستان، والهدف هو أن يتعرف العالم على هذا الثقافة الغنية الموجودة في كوردستان. لطالما كانت هذه الثقافة موجودة في كوردستان منذ القدم، وهي ثقافة التعايش وقبول الآخر، وحرية الفكر والدين والمذهب. هذه الثقافة التي نفخر بها وندافع عنها بأننا سنستمر على هذا الطريق.

آمل أن يساعد هذا الاجتماع في تعميق وتوسيع هذه الأخوة والتعايش في كوردستان.

عبادة الله نقطة مشتركة لجمع الأديان المختلفة. لا يمكن فصل الحق، فالوصول إلى الحق له طرق عديدة، والأديان السماوية جميعها التي تقبل حقيقة وحدانية الله، تبحث جميعها عن تلك الحقيقة ويجب احترامها جميعاً. وجوهر الدين هو الأخلاق. يقول الرومي: "الحق كالطود الشامخ، وسبل الوصول إليه شتى، ولكن المقصد واحد وهو بلوغ الحق".

منذ بداية سلطة الطريقة البارزانية، بقيادة الشيخ عبد السلام بارزاني والشيخ أحمد بارزاني، كان احترام الأديان المختلفة وقبول الآخر جزءاً أساسياً من معتقداتنا. وهذا استناداً إلى قول الله تعالى في القرآن الكريم: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

هذه آية من القرآن الكريم وهي دليل لنا على كيفية استمرارنا في هذه العقيدة، وهو التعايش وقبول الآخر.

على مر التاريخ عندما كان الغزاة يهاجمون كوردستان، لم يفرقوا بين مسلمٍ أومسيحي أو إيزيدي، بل أحرقوا جميع القرى ونكّلوا بسكانه ومارسوا بحقهم جرائم إبادة وجرى تهجيرهم. ولقد شهدنا مؤخراً هجمات تنظيم داعش الإرهابي الذي ارتكب جرائم فظيعة دون تمييز بين معتقد وآخر، وفي المقابل قامت قوات البيشمركة الأبطال ببذل التضحية والفداء ووقفت بوجه داعش، ودفعت ثمناً كبيراً جداً، حيث ضحت بأكثر من 12 شهيد وجريح.

لتكن هذه بداية لعقد هذا النوع من الاجتماعات، لكي نعلم جميعاً، قبل كل شيء، أننا جميعاً عبيد لله وفي الإنسانية كلنا إخوة وأخوات.

بالتسامح والمحبة والسعادة يمكننا جميعاً أن نعيش معاً، ولكن بالظلم لا الظالم يستطيع أن يرتاح ولا المظلوم يستطيع أن يرتاح. وجميع الأنبياء كانت نصيحتهم أن يمدوا يد الأخوة لبعضهم البعض ونصحوا الناس بالتعايش.

في الختام، أسأل الله العظيم أن يوجه الجميع، وأن يسود السلام في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم. لتستمر الأخوة وآمل أن تقضوا وقتاً ممتعاً في كوردستان. نحن فخورون بكم ونرحب بكم مرة أخرى ترحيباً حاراً. أشكر جميع أولئك الذين نظموا هذا الاجتماع وهذا البرنامج، بارك الله فيكم.