قناة عشتار الفضائية
 

الرئيس نيجيرفان بارزاني: التعددية الدينية والثقافية قوة واستقرار ومحل فخر لنا

عشتارتيفي كوم- الموقع الرسمي لرئاسة اقليم كوردستان/

 

شارك فخامة السيد نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، صباح يوم (الأربعاء، ٢٣ نيسان ٢٠٢٥)، في مراسم الصلاة الوطنية، التي أقيمت تحت شعار "نحو الوحدة في الايمان"، بحضور السادة الرئيس مسعود بارزاني، ومسرور بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان، وعدد كبير من كبار المسؤولين والشخصيات الدينية والضيوف من إقليم كوردستان والعراق وأمريكا وأوروبا وغيرها من دول العالم، وحضرها أيضاً الدبلوماسيون وممثلو الدول في إقليم كوردستان.

وألقى الرئيس نيجيرفان بارزاني كلمة في المراسم، فيما يأتي نصها:

فخامة الرئيس بارزاني
السادة الشخصيات الدينية من جميع الأديان.
الحضور الكرام،
الضيوف الأعزاء من كل مكان في العالم،

طاب نهاركم، وأهلاً وسهلاً بكم

أهلاً وسهلاً بكم جميعاً في أربيل، في كوردستان، في أرض السلام والتعايش. سعيد جداً بأننا معاً في مراسم يوم الصلاة الوطنية الذي يقام للمرة الأولى في كوردستان، وبمشاركة هذا العدد الكبير من القيادات الدينية والشخصيات الفكرية من أتباع الأديان والثقافات المتنوعة.

من هنا، أتقدم مرة أخرى، بالتهاني الحارة من القلب، إلى جميع مواطنينا المسيحيين في إقليم كوردستان والعراق وفي جميع أنحاء العالم المسيحي بمناسبة عيد القيامة (الفصح)، آملاً لهم قضاء عيد هادئ وآمن.

هذه المبادرة اليوم، مبادرة مهمة تنسجم مع رؤية إقليم كوردستان لترسيخ ثقافة التعايش والتفاهم بعيداً عن التوتر والانقسام، وتهىء أرضية شاملة للحوار الروحي والإنساني بين الشعوب.

لم تكن التعددية الدينية والثقافية في كوردستان عبئاً أبداََ، بل هي مصدر قوة واستقرار ومصدر فخر دائم لنا. فقد أثبت إقليم كوردستان على مر السنين، أنه نموذج واقعي لاحترام التنوع وحماية الحريات الدينية وخلق بيئة آمنة لجميع المكونات المتنوعة بغضّ النظر عن أديانها وقومياتها.

وكما ذكر السيد ملا عبدالله ويسي، رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان، هذا الصباح، فإن أكثر مثال حي على ثقافة التعددية والتعايش والتسامح في كوردستان، برز عندما تعرض مواطنونا الإيزديون للإبادة الجماعية على يد إرهابيي داعش في عام ٢٠١٤، حيث فتحت أبواب المساجد والمدارس في وجه النازحين منهم، في بادينان بشكل خاص وفي العديد من المناطق الأخرى من كوردستان، وتم تقديم كل أنواع المساعدة والدعم لهم.

وعندما بدأت موجة العنف المؤسفة ضد مواطنينا المسيحيين والسنة في مناطق أخرى من العراق في بداية هذه الألفية، جاؤوا واستقروا في إقليم كوردستان. هنا في إقليم كوردستان، في مهد التسامح والتعايش، تم احتضانهم وإيواؤهم.

وتم كل هذا بتوجيه مباشر من فخامة الرئيس مسعود بارزاني. حتى بلغ الأمر أن استقبل إقليم كوردستان أكثر من مليوني نازح ولاجئ، وازداد عدد سكان إقليم كوردستان بنسبة تزيد على ٣٣٪، ولدينا الآن قرابة مليون نازح ولاجئ.

ولحسن الحظ، لم تقع أي مشاكل أو حوادث أمنية واجتماعية لا في ذلك الوقت ولا الآن، والذين عادوا منهم إلى مناطقهم، لديهم الآن ذكريات طيبة في إقليم كوردستان ويعودون باستمرار في زيارات إلى هنا.

إننا مؤمنون بأن الإيمان العميق بقيمة الإنسان واحترام الكرامة الإنسانية بدون تمييز، يعززان السلام، وبأن هذه القيم تترسخ بشكل كامل عندما تدعمها السياسات العامة، والتعليم، والعدالة، والتعاون بين الأديان والثقافات، ويجري العمل من أجلها بإيمان، ونحن في إقليم كوردستان، نعمل على ذلك بجد وبلا توقف.

لقد أثبتت التجارب والتاريخ أن الحوار الصادق هو خير السبل لحل الخلافات وتعزيز الثقة بين الناس. من هنا، فإننا نرى أن هذه الفعالية التي تقام اليوم في أربيل خطوة جادة باتجاه زيادة تعزيز ثقافة التفاهم والاحترام المتبادل، وهي أيضاً رسالة من كوردستان، من أربيل، إلى العالم تقول: إن التعددية ليست تهديداً، بل هي مصدر ثراء، ويمكن للمجتمعات أن تعيش معاً بسلام وكرامة عندما تُبنى على أسس الثقة والانفتاح.

وأنتهز هذه الفرصة لأجدد الإعراب عن تعازينا العميقة بوفاة قداسة البابا فرنسيس، الذي كان نموذجاً للتواضع والانفتاح الحقيقيين. ندعو جميعاً من أجله وليسعد الله روحه.

لقد شرّفنا قداسته بزيارته لكوردستان في عام ٢٠٢١، وستبقى تلك الزيارة حدثاً تاريخياً في ذاكرة جميع مكونات شعب كوردستان والعراق، بدون تمييز بينهم، ومحل اعتزاز دائم لنا. سيظل إرثه حاضراً بيننا، وفي العالم كله، كمنارة للسلام والتسامح.

نأمل أن يُتّخذ هذا اليوم كتقليد سنوي يعزز ثقافة الإصغاء والتسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي، ويساعد ويشارك في زيادة جسور الثقة في المجتمع، وأن يصبح أيضاً صوتاً لكل المؤمنين بالسلام وبكونه شراكة ومسؤولية.

أشكر جزيل الشكر كل الأفراد والجهات التي شاركت في تنظيم هذه الفعالية. شكراً لجميع المشاركين الكرام القادمين من داخل وخارج كوردستان. إن دعمهم ومشاركتهم يظهران أهمية هذه الرسالة ويمنحاننا الأمل في مستقبل أكثر استقراراً وعدالة، ويشجعاننا أكثر، وسيبقى إقليم كوردستان دائماً وطناً للتعددية، والتعايش، وقبول الآخر، والتسامح، والتفاهم، والسلام.

أهلاً بكم جميعاً في أربيل،
أهلاً بكم في كوردستان،
شكراً جزيلاً لحضوركم.
أرجو لكم يوماً سعيداً..
وأهلاً بكم مرة أخرى
وشكراً جزيلاً