قناة عشتار الفضائية
 

غبطة البطريرك يونان يترأّس قداس أحد شفاء الأبرص والثاني من زمن الصوم الكبير

 

عشتارتيفي كوم- بطريركية السريان الكاثوليك/

 

في تمام الساعة الحاديةعشرة من صباح يوم الأحد 9 آذار 2025، ترأّس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي الذي احتفل به الأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، بمناسبة أحد شفاء الأبرص والثاني من زمن الصوم الكبير، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    شارك في القداس المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والشمامسة، وجمع من المؤمنين.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "هذا الأحد الثاني من زمن الصوم الكبير، وفي آحاد الصوم تذكِّرنا كنيستنا السريانية ببعض الأعاجيب التي صنعها الرب يسوع، كي نتيقّن أنّه قادر أن يصنع معنا أيضاً العجائب والمعجزات، على غرار هذا الرجل المصاب بالبرص. فنجده يتوسّل إلى يسوع بقوله: يا سيّد إن شئتَ أنتَ قادر أن تطهِّرني. ويجيبه يسوع: لقد شئتُ فاطهُر. كلمتان يفوه بهما يسوع ويبيّن فيهما مؤكِّداً على حنوِّه وتحنُّنِه على هذا الشخص المريض والمنبوذ من مجتمعه، ونحن نعلم أنّ البرَص كان في الماضي مرضاً مكروهاً جداً، حيث كان يتمّ عزْل المصابين به عن المجتمع".

    ولفت غبطته إلى أنّ "الرب يسوع قام بشفاء الأبرص، فانطلق هذا الأخير كي يعلن هذا العمل الجبَّار الذي تمّمه الرب له، لكنَّ يسوع يوصيه ألا يخبر أحداً، بل أن يبقى صامتاً. وهنا نتذكّر أنّه في صومنا، علينا ألا نظهر للعالم أنّنا صائمون، بل بيننا وبين أبينا السماوي، هذه العلاقة البنوية الحارّة بالصمت والصلاة والصوم، وهكذا نقدِّس نفوسنا"، متأمّلاً "الإيمان العميق لهذا الأبرص وتسليمه الكلّي لذاته بين يدَي الرب يسوع، وبحسب مشيئته المقدسة، فهو الإله القادر على كلّ شيء، وهو مانح التطهير والشفاء".

    ونوّه غبطته بأنّنا "احتفلنا البارحة في السبت الأول من زمن الصوم الكبير بعيد مار أفرام السرياني في كاتدرائية مار جرجس التاريخية في الخندق الغميق – الباشورة، بيروت، بعد أن أنجزنا ترميمها بمعونة الله، فأضحت كاتدرائية نفتخر بها، وكثيرون من أبنائنا وبناتنا يتذكّرونها حين كانوا يصلّون فيها، إلى أن حدثت الحرب المشؤومة في السبعينات من القرن الماضي، حيث تهدَّمت بشكل كامل".

    وأشار غبطته إلى أنّه "اليوم أيضاً في مونتريال، وبعد القداس الذي سيحتفل به سيادة أخينا المطران مار فولوس أنطوان ناصيف مطراننا في كندا، سيتمّ تكريم الأب إيلي يشوع من قِبَل نائبة في البرلمان، حيث ستقدّم له ميدالية الملك شارل الثالث. والأب يشوع في الأصل من رعية سيّدة البشارة في بيروت، ويخدم في كندا منذ عشرين سنة، وحين كنّا نخدم هناك جاء إلينا كشمّاس ودرس، ثمّ رُسِمَ كاهناً منذ عشر سنوات. ويأتي هذا التكريم اعترافاً بفضل هذا الأب وجهوده الجبّارة في جمع الناس وخدمتهم بكلّ تجرُّد، ككاهن صالح حسب قلب الرب يسوع، الراعي الصالح. نحن نفتخر بهذا التكريم بهذه الطريقة العلنية أمام الشعب الذي يخدمه في كاتدرائية مار أفرام التي اشتريناها قبل عشرين سنةً حين كنّا مطراناً للولايات المتّحدة الأميركية وكندا، ونشكر الله أصبح لنا وجود جيّد هناك، بجهود مقدَّرة يبذلها في الخدمة سيادة المطران أنطوان ناصيف ومعه الأب إيلي يشوع".

    وختم غبطته موعظته مؤكِّداً على أنّنا "سنبقى شعب الرجاء مهما ازدادت الصعوبات والتحدّيات، وسنظلّ ممتلئين بهذا الرجاء، لأنّ الرب يسوع لا يخيِّب الذين يثقون به ويصلّون ويعيشون دعوتهم المسيحية كما يطلب هو منهم. نسأله ونضرع إليه كي يحفظنا ويحمي عائلاتنا وأوطاننا، ولا سيّما سوريا التي تعاني وتتألّم في هذه الأيّام الأخيرة".