عشتارتيفي كوم- أبونا/
منذ دخول البابا فرنسيس إلى مستشفى أوغستينو جيميلي في روما، يوم 14 شباط 2025، بسبب التهاب في كلتا الرئتين، تتدفق الرسائل من رؤساء الكنائس والشخصيات السياسيّة، كما ومن الأصدقاء والمؤمنين في جميع أنحاء العالم. وحتّى الأطفال المرضى الذين دخلوا المستشفى، وهم يكافحون أمراضهم الخاصة، فإنهم يحزنون على مشاكل البابا الصحيّة، ولكنهم سعداء بقربه.
واحدة من الرسائل هي تلك الموجهة إلى "أخيه الحبيب" من قبل بطريرك القسطنطينية المسكوني، برثلماوس الأول. في الرسالة المكتوبة بخط اليد، يتمنّى البطريرك الأرثوذكسي للبابا "الشفاء السريع والكامل" والعودة السريعة، "بمعونة الله"، "لواجباته المقدّسة والمهمّة".
متحدون في الصلاة
وكان بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، قد دعا المؤمنين إلى التجمّع كعائلة واحدة في الإيمان، متحدين في نداء للصلاة من أجل صحة البابا فرنسيس. وجاء في النداء: "إنّنا، كأسرة روحيّة واحدة، مدعوون لأن نقف معًا متحدين بالصلاة والتضرع، سائلين الرب، طبيب الأجساد والأرواح، أن يمنّ على قداسته بالصحة والقوة، ليواصل رسالته السامية في قيادة الكنيسة بروح الحكمة والمحبّة".
وفي لبنان، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، إنه يصلي من أجل البابا فرنسيس علنًا وبشكل خاص. وقال: "ليعينه الرب ويمنحه الشفاء". كما أكدت رابطة مجالس الأساقفة في أفريقيا ومدغشقر على "التضامن والقرب الروحي" لجميع المؤمنين في القارة.
صلوات عالميّة
وفي موطن البابا فرنسيس، الأرجنتين، أصدر رئيس أساقفة بوينس آيرس، خورخي إجناسيو غارسيا كويرفا، دعوة للصلاة. وكتب في رسالة: "بهذه الطريقة، نعبّر عن محبتنا للبابا فرنسيس، ونطلب من الله أن يمنحه القوة، ويعيد له صحته، ويدعمه في المهمة الموكلة إليه".
ووصلت رسائل وصلوات من الأساقفة والأبرشيات في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية بما في ذلك أوروغواي والمكسيك والإكوادور وتشيلي وبيرو ونيكاراغوا والبرازيل. كما أعرب مجلس الأساقفة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي عن المودة والقرب من البابا فرنسيس، وجاء في رسالته: "نصلي من أجلك، حتى تشعر بقوة الرب وعزاءه، وأن يمنحك الكثير من الصبر".
في كندا، تُرفع الصلوات من أجل "الشفاء الكامل للأب الأقدس لمواصلة قيادة الكنيسة بشجاعة وكرم الروح". ودعا رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في البلاد، الأفراد والأسر والجماعات الرعوية والحركات الكاثوليكية للانضمام إلى الصلاة. وكتب: "ليمنحه الرب، من خلال شفاعة السيدة العذراء، القوة والصحة والطاقة المتجددة، بينما يواصل دعوته لخدمة الكنيسة كخليفة لبطرس ونائب المسيح على الأرض".
ونشر أساقفة الولايات المتحدة صلاة خاصة للبابا فرنسيس على موقعهم الإلكتروني.
كما تتشارك الرعايا الكاثوليكيّة في جميع أنحاء آسيا مشاعر مماثلة. ففي الفلبين، كتب رئيس مجلس الأساقفة في البلاد طالبًا من المؤمنين "الصلاة من أجل شفائه وتعافيه في هذا الوقت العصيب". كما يتجمع الكاثوليك في الصين في الصلاة والصوم من أجل شفاء البابا فرنسيس الكامل.
قادة العالم
كما انضم زعماء العالم إلى جوقة التمنيات الطيبة والدعم.
فقد زارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني البابا في المستشفى يوم الأربعاء 19 شباط.
ويوم الجمعة، تحدّث الأمين العام للأمم المتحدّة، أنطونيو غوتيريش، إلى الكاردينال بيترو بارولين، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، للتعبير عن تمنياته بالشفاء العاجل، مشيرًا إلى "أهميّة البابا، ليس فقط للكنيسة، بل أيضًا للعالم أجمع".
وكان الكاردينال ماتيو ماريا تسوبي، رئيس مجلس الأساقفة في إيطاليا، قد أعرب عن تفاؤله بشأن حالة البابا فرنسيس الصحيّة. وقال إنّ آخر التحديثات تشير إلى "أنّنا نسير في الاتجاه الصحيح"، نحو "التعافي الكامل"، ومعربًا عن أمله في "أن يأتي قريبًا".
ومساء الجمعة، قال الفريق الطبي للبابا فرنسيس إنّ حالته ليست مهددة للحياة، وإنه يجلس منتصبًا على كرسي، ويعمل ويمزح كالمعتاد، لكنه حذر من أنه ليس خارج نطاق الخطر، وسيضطر إلى البقاء في المستشفى لمدة أسبوع آخر على الأقل.
|