عشتارتيفي كوم- أبونا/
انتقل الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو جيكسوت، رئيس الدائرة الفاتيكانيّة المختصة بالحوار بين الأديان، يوم الاثنين 25 تشرين الثاني 2024، إلى ديار النور، عن عمر يناهز 72 عامًا بعد صراع طويل مع المرض.
لسنوات، كان الكاردينال أيوسو جيكسوت مدافعًا قويًا عن الحوار بين الأديان، حيث رافق البابا فرنسيس في جميع رحلاته الرسولية تقريبًا. جعلته معرفته الواسعة بالإسلام والعالم العربي جزءًا لا غنى عنه من مبادرات البابا لتعزيز العلاقات مع أتباع الديانات. غالبًا ما يشار إلى هذه الرحلات باسم "رحلات الحج الأخوية"، وأظهرت تفاني الكاردينال في تعزيز الوحدة في المناطق التي تشكّل فيها الكاثوليكية أقلية عدديّة.
في عام 2019، شارك في زيارات تاريخيّة إلى الإمارات العربية المتحدة والمغرب بصفته أمين سر المجلس البابوي للحوار بين الأديان، وتولى قيادة الدائرة بعد فترة وجيزة من تعيينه كاردينالًا في 5 تشرين الأول 2019. انضم لاحقًا إلى البابا فرنسيس في رحلة الحج إلى العراق عام 2021، وهي الزيارة التي وصفها بأنها تحويلية للأمة التي مزقتها الحرب. كما رافق الأب الأقدس إلى كازاخستان والبحرين في عام 2022 وظل نشطًا في مهمته حتى تغلبت عليه التحدّيات الصحية.
إيمان راسخ ورسالة عالميّة
ولد الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو جيكسوت في 17 حزيران 1952 في مدينة إشبيلية الاسبانيّة. وقد أثر بشكل عميق مزيج المدينة الفريد من التراث المسيحي والإسلامي على إدراك أهميّة الوئام بين الأديان. في البداية، درس القانون، إلا أنّه شعر بدعوة إلى الكهنوت. انضم إلى الرهبنة الكمبونية عام 1973. سيم كاهنًا في عام 1980، وتابع دراساته العليا في روما، وتخصّص في الدراسات الإسلاميّة.
بدأت رحلته الإرساليّة في العاصمة المصريّة القاهرة، حيث خدم الكنيسة اللاتينية وعمل على مساعدة الشباب الكاثوليك السودانيين. وقد قاده هذا المسار في النهاية إلى أرض السودان الممزقة بسبب الحرب، ومن ثم إلى القيادة الأكاديمية كرئيس للمعهد البابوي للدراسات العربيّة والإسلاميّة.
أكسبته هذه الخبرة دورًا كمستشار في المجلس البابوي للحوار بين الأديان في عام 2007. وبعد ترقيته عميدًا للمجلس عام 2019، أصبح الكاردينال أيوسو جيكسوت شخصية محوريّة في جهود الكنيسة لتعزيز الحوار مع المسلمين والهندوس والبوذيين والمجتمعات الدينية الأخرى في جميع أنحاء العالم.
جسّد الكاردينال أيوسو جيكسوت رؤية البابا فرنسيس للأخوة كما هو موضح في الرسالة العامة Fratelli Tutti. ومن خلال تفانيه الدؤوب في الحوار، أثبت أن العيش المشترك بين الأديان المتنوعة هو ممكن، لا بل ضرورة. ويمثّل رحيله خسارة لقائد صاحب رؤية جلب روح الوحدة إلى الساحة العالمية.
|